السبت، 11 شوال 1445 ، 20 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

 زراعة الأمل.. إكسير الحياة!!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
زرت صديقاً لي قبل أيام، فوجدته في حديقة منزله يزرع شتلات مانجو، يبدو أنه أحضرها معه من جازان، بعد عودته من زيارة عائلية، وبعد لهيب التحية والأشواق، جلسنا نرتشف رشفات القهوة التي أعدها لي بنفسه. فقلت له: أتزرع شجر المانجو صديقي! ولم أراك مرة تأكلها، أو تشرب عصيرها؟! فقال لي: أنا أزرعها على أمل أن أسعد بزوال ألم حرمانها! فابتسمت وقلت له:كعادتك صديقي تزرع الأمل في نفوسنا وتجني ثماره حب ومودة. فقال لي:بل قل تزرع الأمل لتحصد سعادة، فسعادتي في سعادة الآخرين... زادني من الشعر بيتاً، وقال لي: أزرع أنا على أمل، أما أنتم أيها الإعلاميون تزرعون الأمل نفسه. فقلت له: بالفعل نزرع الأمل، وينبغي علينا ألا نزرع سواه يا صديقي. فقال لي: يا ليتهم يسمعون! فقلت له: نادي معي عليهم، فما أحوجنا الآن لزراعة الأمل في نفوس الناس، فالأمل هو المرآة التي نرى المستقبل من خلالها، وبالأمل نحيا.وعلى الأمل نعيش. زيارتك المفاجئة هذه لي هي ميلاد مبادرة زراعة الأمل فينا، والتي أتمنى أن تتبناها أنت وزملاءك الإعلاميين صديقي، هذه كانت جملته الأخيرة معي قبل أن أٌودعه لأغادر. فقلت له: سأفعل. وخطى معي خطوات خمس نحو الباب مودعاً، وأكمل هو زراعة شتلات المانجو التي كانت زيارتي المفاجئة له قد قطعتها. إن زراعة الأمل في نفوس الناس مبادرة أطلقها صديقي وتبنيتها أنا من الآن، وأعيدها عليكم زملائي الأفاضل! فلا وجود لرسالتنا الإعلامية الحقيقية إلا بتقديم ما يسعد الناس، ويزرع فيهم الأمل، فإن زراعة الأمل وإدخال الفرحة على قلوبهم من أسرار السعادة التي تمنح لكم مكانة في حياة محبيكم، فمن يزرع الأمل منكم في قلوب الناس سيجد أثراً كبيراً لما يزرع، وتكون سعادته أكبر عندما يجد ما صنعه قد غير في حياة غيره، وهذه هي قمة الإنسانية الحقيقية. زملائي الأعزاء: هذه دعوتي لكم! ازرعوا الأمل -كل الأمل- في نفوس الناس، فلولا الأمل ما بني بانٍ، ولا غرس غارسٍ. ولولا الأمل لما تحققت كل الإنجازات التي وصلت إليها البشرية، فحقائق اليوم هي أحلام أمس، وأحلام اليوم، هي حقائق الغد، والأمل هو القوة الدافعة التي تبعث النشاط في قلوب الناس، وهو شعاع النور الذي يستنير به الفرد في ظلمات المستقبل. زينوا رسالتكم السامية بين الناس بزراعة الأمل، فالأمل هو إكسير الحياة، ودافع نشاطها، ومُخفف ويلاتها، وباعث البهجة والسرور والسعادة فيها.. فلا تتركوا اليأس يتسرب إلى قلوب محبيكم، وتفرغ حياتهم من الأمل، فتتخبطهم أمواج الحياة.. فاليأس سم بطيء لروح الإنسان، وإعصار مدمر لنشاطه. أما زراعة الأمل فتنير لهم المعالم، وتنمو بها شجرة الحياة، ويرتفع بها صرح العمران، وتخلق لهم دواعي الكفاح من أجل بناء مستقبل أوطانهم، وهذا هو المبتغي من مبادرة صديقي الذي كان يزرع المانجو، رغم أنه لا يحبها على أمل أن يسعد بزوال ألم حرمانها.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook