الثلاثاء، 09 رمضان 1445 ، 19 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هل القلب الأبيض ساذج؟

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
كان أحد الكتَّاب قد كتب تغريدةً يقول فيها:" الذي يكشفُ جميع أوراقه إما أنْ يكون غبياً أو خبيثاً"؛ فعارضه أحدُ المتابعين وقال:" إنَّ الذي يكشف أوراقه ليس غبياً؛ بل قلبه أبيض ونيَّته طيبة"؛ فكتبتُ هذه المقالة حتى أُجلي الغموض وأوضِّحَ المقصد مِن القلب الأبيض الذي نَصِفُ به الكثير مِن الأشخاص, ولكنَّ وصفنا قد يكون خاطئاً. ما مفهومُ القلب الأبيض الدارج في مصطلحاتنا الحياتيَّة؟ هل نقصد به ذلك الشخص ضعيف الشخصية, ناقص الحكمة, متردِّد الرأي, مسلوب الحق؟وهل نقصد به الشخص الذي يتحدَّثُ في كلِّ شيء, ومع أيِّ أحد, ويكشف حياته الخاصة في كلِّ موقف؟ إنْ كان هذا هو المفهوم, فعذراً على الحكم الجارح, لكنَّه قلبٌ غبيٌّ وساذج؛ لأنَّ القلب الأبيض هو الذي تكون نيَّته حسنة مع الآخرين, ومشاعره صادقة تجاههم, ومحباً للخير, يخاف الله في تصرفاته, وواعياً لما يقول, ومتى يقول, ولمن يقول. وألاحظ إنَّ الكثير يخلطُ بين طهارة القلب وسذاجة التصرف, وقد قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: "يدخل الجنة أقوامٌ أفئدتهم مثل أفئدة الطير", وفي حديثٍ آخرَ قال: "أَتاكُم أَهلُ اليمن هُم أَرَقُّ أَفِئدَةً وأَليَنُ قُلُوباً, الإيمانُ يَمَانٍ, والحِكمةُ يَمَانِيةٌ", والشاهد في ذلك العلاقة بين الرِّقة والإيمان, والحكمة والفقه, فلين التصرُّف لا يعني الضعف, وقوة القرار لا تعني العنف, والحزم في الموقف لا يعني الشدة, والثقة بالنفس لا تعني الكبر. ولذلك لا يتساوى التصرُّف السليم الذي يتميَّزُ بحكمة العقل وصفاء القلب مع التصرُّف الساذج الذي ينقصه حكمة العقل ورزانة الفعل.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook