تواصل - وكالات:

أثيرت حالة من الجدل الواسع بعد أن تزايدت حالات قتل النفس لعدد من المشاهير حول العالم جميعهم يجمعهم قاسم مشترك، وهو أنهم خضعوا لعملية جراحية معينة، وجميعهم عانوا من مضاعفاتها وآثارها النفسية.

آخر هؤلاء المشاهير، الذين قتلوا أنفسهم  المذيعة الأمريكية Jessica Starr  وهي معلقة الأرصاد الجوية بقناة Fox 2 التلفزيونية في مدينة "ديترويت"، حيث قتلت نفسها الخميس الماضي.

وكانت تلك المذيعة قد خضعت لجراحة طبية في أكتوبر الماضي، وهي المعروفة تقنيا  باسم Lasik لتصحيح النظر عبر تعديل قرنية العين باستخدام الليزر، ليتم الاستغناء بعدها عن العدسات اللاصقة.

ورغم أن تلك العملية تجرى بشكل سريع وتستمر ثوانيَ معدودات، والخاضع لها لا يحتاج إلى مخدر، ويبقى مستيقظا لا يشعر بأي ألم، إلا أن تقنية "الليزك" كما يسمونها بالعربية، هي من أخطر ما يكون أحيانا، ولسبب غير معروف، فلا أحد يدري لماذا تؤدي بالبعض إلى الشعور وكأن الواحد منهم ارتمى في مناخ جهنمي لا يطاق، إلى درجة يفضل معها الموت على البقاء حيا.

وروت الوسائل الإعلامية في "ديترويت" وأيضا شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، الكثير عن جيسيا ستار، التي كانت تظهر على الشاشة الصغيرة كل يوم، وذكروا أنها لجأت إلى منصتها Jstarrfox2 @ في "تويتر" وكتبت سلسلة تغريدات عما كانت تعانيه، آخرها في 14 نوفمبر الماضي، وصورتها أدناه، وفيها تقول: "بالأمس عشت صراعا صعبا. كنت أريد العودة، لكني في حاجة إلى مزيد من الوقت لأتعافى. أرجوكم أبقوني بذاكرتكم في هذه الفترة الصعبة"، وفق ما نشرته صحيفة Detroit Free Press وقرأته "العربية.نت" في موقعها. ألا أن الراحلة بعمر 35 سنة، لاذت بالصمت طوال شهر فيما بعد، ولم يأتِ منها أي جديد، سوى خبر انتحارها بثته القناة التي كانت تعمل فيها منذ 6 سنوات.

وأمس الجمعة، نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، مقابلة مع الأميركية paula Cofer المعروفة بتأسيسها لمجموعة دعم سمتها Lasik Complication عن تعقيدات ما بعد جراحة "الليزك" وشعور بعض المصابين بما تسببه من أوجاع لا أحد يعرف أسبابها، وقالت إنها تعرف 10 حالات انتحار حدثت بسببها، منها عملية خضع لها مليونير كندي اسمه Paul Fitzpatrick وعمره 56 سنة، وهو أيضا أب لابنين.

وترك المليونير رسالة روى فيها ما كان يشعر به من آلام، لم يتمكن أي مختص من معرفة طبيعتها ولا كيف يخلصه منها بأي دواء، أو لماذا يشعر بها هو ولا يشعر بها سواه ممن أجروا نفس الجراحة.

 وفي الرسالة التي لخصتها "العربية.نت" ونشرتها صحيفة "الصن" البريطانية بعد يومين من قتله لنفسه في 28 أكتوبر الماضي، نقرأ أنه كان يشعر بما لم يكن يقوى عليه بأي حال، وبسببه طاف الدنيا كلها طوال 20 سنة للعثور على ما تخلو رفوف الصيدليات من دواء ينهيه، وهو صداع محتدم ومستمر برأسه، ونبضات ألم تشبه غرز الأبر في عينيه، مع حرق فيهما وجفاف مستمر.

أيضا المليونير الكندي بول فيتزباتريك، جال في الدنيا 20 سنة للتخلص من آلامه ولم يتمكن، فكان بين قتلوا أنفسهم بعد تلك العملية، فيما يؤكد الدكتور غيلليرمو روشا أن التعقيدات والمضاعفات هي واحد من 10 آلاف.

ومع ذلك، فالرئيس السابق لجمعية Canadian Ophthalmological Society الخاصة بأمراض العيون في كندا، وهو الدكتور Guilermo Rocha المختص بأمراض العين وتوابعها، ذكر للمحطة التلفزيونية، أن تعقيدات ما بعد جراحة "الليزك" نادرة جدا، وقد يشعر بها واحد من كل 10 آلاف، وليس ضرورياً أن تكون آلامها من النوع الذي أدى إلى انتحار البعض، وأخبر المحطة أن 63 مليون جراحة قام بها مختصون منذ 1991 ولم تنل تعقيداتها إلا من قلة خضعوا لها.