الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

العمري: رؤية المملكة 2030 تقضي على «ثالوث الفساد»

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - فريق التحرير:

أكد الكاتب والخبير الاقتصادي عبدالحميد العمري، أن رؤية المملكة 2030 تخطو بثبات نحو تحقيق أهدافها من خلال القضاء على الفساد المالي والإداري، والفساد العقاري، والتستر التجاري، والتي تؤثر سلباً على اقتصاد المملكة، وخطط التطوير والبناء.

اضافة اعلان

وأضاف العمري في مقال له بصحيفة الاقتصادية بعنوان "الضربة السعودية لثالوث الفساد"، حينما بدأت المملكة في شق طريقها الطموح نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية 2030، تأكدت أنها لن تستطيع التقدم خطوة واحدة إلى الأمام إلا بعد أن تلتزم التزاماً تاماً بمحاربة الفساد بكل مستوياته، وهو ما ذكرته نصاً في رؤيتها المباركة "لن نتهاون أو نتسامح مطلقاً مع الفساد بكل مستوياته، سواء أكان مالياً أم إدارياً. وسنستفيد من أفضل الممارسات العالمية لتحقيق أعلى مستويات الشفافية والحوكمة الرشيدة في جميع القطاعات.

وأضاف العمري أن ذلك يشمل اتخاذ كل ما هو ممكن لتفعيل معايير عالية من المحاسبة والمساءلة، عبر إعلان أهدافنا وخططنا ومؤشرات قياس أدائنا ومدى نجاحنا في تنفيذها للجميع، وسنعمل كذلك على توسيع نطاق الخدمات الإلكترونية، وتحسين معايير الحوكمة، بما سيحد من التأخير في تنفيذ الأعمال، وتحقيق هدفنا في أن نقود العالم في مجال التعاملات الإلكترونية" "ص 60" وثيقة "رؤية المملكة 2030".

ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل لطالما أكده خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - أيدهما الله - في كثير من الخطابات واللقاءات، وتمت ترجمته بكل حزم وعزم على أرض الواقع عملاً قبل القول، فكان عن جدارة أحد أهم وأبرز الأحداث والتطورات التي شهدتها البلاد طوال الأعوام الأخيرة، استقطب صداها الإيجابي اهتمام المجتمع الدولي قبل الإقليمي والمحلي.

وتابع العمري أن الحالة السعودية شهدت في هذا المجال، بروز واتساع ثلاثة أشكال لممارسات الفساد، التي خلفت وراءها أكثر من غيرها من الممارسات الأخرى آثاراً سلبية تنموياً واقتصادياً واجتماعياً، دون إغفال بقية أشكال الفساد الأخرى، التي نتج أغلبها عن تلك الممارسات الثلاث تحديداً، تمثلت تلك الأشكال الثلاثة الرئيسة للفساد في التالي:

أولاً: الفساد المالي والإداري، الذي نشأ في بدايته من الاستغلال السيئ للمنصب الوظيفي، أو للموقع الاجتماعي الرفيع، ما أفضى إلى سوء استخدام المال العام وموقع المسؤولية والتكليف، وتوظيفهما في خدمة مصالح خاصة ضيقة، نتج عنها كثير من الآثار السلبية تنموياً واقتصادياً واجتماعياً، هنا تمثلت الضربة الأقوى على الإطلاق ليد الإصلاح، بتوجيه مباشر من لدن خادم الحرمين الشريفين، وبمتابعة وإشراف مباشر على التنفيذ من لدن ولي العهد الأمين، لا تزال عملياتها قائمة حتى تاريخه على قدم وساق.

وأكد العمري أنه بدأت من فترة زمنية قريبة نتائج هذه الضربة ليد الإصلاح الإيجابية تؤتي ثمارها، مرسخة أسس النزاهة والعدالة والمنافسة في الاقتصاد الوطني، ويؤمل - بمشيئة الله تعالى - أن تتصاعد إيجابياتها مستقبلاً، وصولاً إلى تحقيق أعلى معدلات النزاهة ومحاربة الفساد محلياً، وبما يقضي إلى أقصى درجة ممكنة على كل ما من شأنه أن يلحق أي ضرر بمقدرات وموارد الاقتصاد الوطني والمجتمع.

ثانياً: الاستحواذ غير المشروع على مساحات شاسعة من الأراضي، واقتران ذلك بزيادة احتكار مخططات كبيرة من الأراضي، وما ترافقت معه من زيادة مفرطة في عمليات المضاربة، والمزايدات المفتعلة والمخالفة بهدف التلاعب بالأسعار القاضي برفعها من دون مبررات مقبولة، التي أفضت مجتمعة إلى نشوء وتفاقم الأزمة التنموية الكأداء، المتمثلة في صعوبة تملك الأراضي والمساكن من قبل غالبية الأفراد والأسر، إضافة إلى ما تسببت فيه تجاه التضخم الكبير في تكاليف الإنتاج والتشغيل على كاهل منشآت القطاع الخاص، وامتداده إلى تضخم تكاليف المعيشة على كاهل أفراد المجتمع، مواطنين ومقيمين على حد سواء.

ولفت في هذا السياق إلى أن الدولة - أيدها الله - قامت بملاحقة كل من تورط في جرائم سرقة الأراضي والاستحواذ عليها بطرق غير مشروعة، ونجحت في استرداد مليارات الأمتار المربعة من الأراضي الشاسعة، وإعادتها إلى أملاكها، والعمل على توظيف استخدامها في الأغراض التي تخدم التنمية الشاملة، وتعزز من الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

ثالثاً: التستر التجاري، الذي أدى اتساعه وانتشاره إلى زيادة التسرب الاقتصادي بمئات المليارات من الريالات سنوياً، وإلى تشوه بيئة الاستثمار المحلية، وامتلاء الأسواق المحلية بكثير من السلع المغشوشة والخدمات السيئة، عدا ما تسبب فيه من محاربة لرؤوس الأموال الوطنية والاستثمارات الأجنبية المشروعة، وتسببه أيضاً في تفاقم معدلات البطالة بين صفوف المواطنين والمواطنات.

وأشار العمري إلى أن الدولة تسعى، خلال المرحلة الراهنة ومستقبلاً إلى تصعيد عمليات محاربته بكل الطاقات والموارد المتاحة والمتوافرة، ولن تتوقف - بمشيئة الله تعالى - حتى يتم اجتثاثه من جذوره.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook