الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

السعوديون قادمون!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
قبل سنوات كنا نفرح كثيراً لما نشاهد أو نقرأ خبراً عن شاب أو شباب سعوديين يعملون في المهن اليدوية أو في المحلات التجارية.. نسر بأخبار مثل سعودي يشتغل في مطبخ أو في بقالة أو محل جوالات، وقد كانت شبه غريبة أن تجد مواطنين ينخرطون في مهن وأعمال كهذه لأننا نشأنا وتعودت عيوننا على أن هذه المهن والأعمال محصورة على العمالة الأجنبية. ومن سنتين تقريباً بدأت أخبار ومشاهد شغل السعوديين لمهن القطاع الخاص تتمدد وتتوسع لتشمل عدة مجالات.. ورأينا شبابنا وهم يبدعون في أعمالهم ويديرونها بكل كفاءة وشكلت لهم دخولاً مادية غاب وغفل عنها شبابنا دهراً طويلاً. * كم سررت بسعودة محال الجوالات وكنت أراهن من يعترضون على نجاح الفكرة وأن السعودي غير مؤهل ولا يستطيع القيام بهذه المهن؛ بأن الأيام ستثبت نجاح هذا القرار. * اليوم نجحت التجربة، ورؤيتنا الوطنية 2030 تنص على فتح قطاع العمل الخاص للسعوديين.. فقط المطلوب من وزارة العمل مواصلة السعودة والإصرار وعدم التثاؤب للرجوع والتهاون في هذه الخطوة. * عندنا في السعودية نمو سكاني مرتفع، وإعداد خريجي الثانويات والجامعات بمئات الآلاف سنوياً والقطاع الحكومي ليس بوسعه استقطاب كل هؤلاء.. فالبطالة عندنا مرتفعة وهي من القضايا المؤرقة لأي مجتمع، فوجود أعداد شبابية بلا عمل، ووجود عمالة أجنبية زائدة عن الحاجة، أحال شبابنا إلى قائمة البطالة فكان الحل هو فتح بوابات القطاع الخاص. * الواقع والإحصائيات تشهد بزيادة العمالة الأجنبية وأن هناك فائضاً عن الحاجة نلمسه من خلال وجود هذه العمالة في الشوارع والمساجد مثلاً، وهذا الفائض تسبب في احتكارها لقطاع الأعمال والمهن المختلفة، وشكلت ما يشبه اللوبي، فلو بحثت في أي عمل لوجدت الأجنبي هو البائع؛ وهو الموزع؛ وهو التاجر وصاحب رأس المال. * لسنوات وسنوات وبعض تجارنا ورجال الأعمال يروجون مقولة أن السعودي لا يعمل، وأنه غير مؤهل لسوق العمل.. في حين تجد العامل جاء راعياً فتحول لتاجر يمتلك محلات؛ بسبب رغبة التجار في رخص الأجور، وبسبب التستر التجاري، الذي يعد جريمة وطنية في حق اقتصادنا. * السعوديون قادمون لسوق العمل وبقوة؛ بفعل تحفيز الدولة، ومع جِدة وزارة العمل في توطين الأنشطة التجارية والخدمية.. وسوف يفتح القطاع الخاص ذراعيه لشبابنا.. وهم أولى بخيرات بلادهم وأولى بإدارة أسواقنا.. لقد مرت عقود وسوقنا السعودي محتل من قبل العمالة الوافدة، حتى المهن التي كان يشغلها المواطنون كالرعي والزراعة بات الوافد يديرها. خطوات التوطين والسعودة قد تكون مؤلمة وصعبة في البداية؛ لكنها عظيمة الأثر، فهي تخلص المجتمع من البطالة وأمراضها وكون مجتمعنا عالة على الأجنبي حتى في أصغر الأشياء، وأيضاً هذه الخطوة ستوفر فرص عمل جديدة، وتفتح آفاقاً جديدة للشاب الطموح الذي يريد النجاح. نحن اليوم أمام خيارين إما السعودة أو طوفان البطالة، والعمالة الأجنبية التي تبلغ حوالاتها السنوية بالمليارات.. والأكيد أن الأسلم هو التوطين، فأهل البلد أولى بخيراته وهم الأجدر لإدارة وقيادة ثروات بلادهم. ولكم تحياااااتي - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
  • كاتب إعلامي
للتواصل تويتر: @alomary2008 إيميل: [email protected]اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook