الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

"تاكيو أوساهيرا".. وطلابنا!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

قصة الطالب الياباني "تاكيو أوساهيرا" باختصار..

اضافة اعلان

هو طالب ياباني ابتعثته دولته ليدرس الميكانيكا.. أدرك "أوساهيرا" أن سر الصناعة هو "المحرك" لذا صار حلمه أن يذهب إلى مصنع ما ليرى ما هذا المحرك وكيف يصنع؟.. تفاجأ "أوساهيرا" بالدراسة النظرية وبالكتب التي تدرس، صحيح أنه ألتهمها وأقبل عليها لكن قضية "المحرك" هي الشاغل وهي اللغز.. وفي يوم ما قرأ عن معرض لمحركات إيطالية فاشترى من مكافأته محركاً صغيراً.. عاد لسكنه وهو يتأمل هذا المحرك وأدرك أن سر قوة أوروبا يكمن فيه ولو أستطاع فك شفراته لغير اتجاه التاريخ الياباني.. قرر أن يقوم بتفكيك هذا المحرك ثم يعيد تركيبه، ثم يحاول تشغيله، فإذا استطاع ذلك فقد كشف "السر"، لكنه خاف إن فككه أن لا يعرف كيف يعيده، فأحضر أوراقاً ليرسم عليها كل قطعة يفكها، ثم أعاد تركيب القطع وقام بتشغيل المحرك!!

هرول "أوساهيرا" ليقابل رئيس البعثة، وليعلمه بما عمل فما كان من رئيس البعثة إلا أن أخضع أوساهيرا للاختبار.. وأعطاه محركاً متعطلاً، وطلب تفكيكه ومعرفة الخلل ومن ثم إصلاحه.. أدرك "أوساهيرا" أن التجربة هنا صعبة لكنه قبل التحدي، عمل أياماً متواصلة لينجح في تحقيق ما يريد.. وقضى "اوساهيرا" ثماني سنوات يشتغل على صناعة المحركات.. ثم عاد إلى بلاده ليساهم في بناء دولته والرقي بها!

تلكم هي قصة "تاكيو أوساهيرا".. السؤال: هل يفعل مبتعثونا ما فعله "أوساهيرا".. ويقفون على سر قوة الغرب، ثم يعودون إلى بلادنا ليساهموا في تقدمها؟ فعندنا آلاف الخريجين والخريجات منذ تم فتح باب الابتعاث للدراسة بالخارج.

كم سرتني هذه العناوين التي تصدرت وسائل الإعلام:

* مبتعث سعودي يخترع أداة أسنان ثلاثية الأبعاد.

* مبتعث يخترع جهازاً لحماية السيارات من الشمس.

* مبتعث يخترع جهازاً يكشف جنس الجنين من الأسبوع السابع للحمل.

* مبتعث يخترع مكيفاً يعمل بدون "فيريون" وصديق للبيئة.

* من أجل الطهارة مبتعث يخترع شطافك في جيبك.

وحتى الطالبات لهن نصيب:

* مبتعثة تنال شهادة أمريكية لاكتشافها بروتين يثبط الإيدز.

* سعودية تخترع قفاز الإشارة إذ يقوم القفاز بتحويل لغة الإشارة التي يستخدمها الصم والبكم إلى لغة مكتوبة ومنطوقة.

فقط تلك نماذج لأخبار متداولة، والأيام القادمة ستحمل الكثير من مثل هذه الأخبار.. لكن ما مصير تلك الاختراعات هل سنراها في واقعنا وفي مجتمعنا أم ستظل أخباراً تتداول ولا مكان لها في الواقع.. هل هيأنا البيئة الجاذبة التي سيؤمها النابغون، هل سيجد المخترع أيدي تصافحه وجهات تتبنى أفكاره؟!.. أسئلة كثيرة اترك لكم الإجابة عنها.

المسلمون لم يتأخروا عن غيرهم في السباق الحضاري بنقص دينهم ولا خلل بعقولهم، لكن السباق له عوامل سياسية واقتصادية وعلمية وبيئة مشجعة، لدينا طاقات متوقدة، وعقول مفكرة، وفتشوا في المدارس عن الموهوبين، واسألوا الغرب عن العقول العربية المهاجرة التي عرف كيف يجذبها.

 الطالب الموهوب والمبتعث المخترع هما القوة الحقيقية لأي مجتمع؛ فقط الموهبة تحتاج مكاناً، وبيئة خصبة، ودعماً عند ذلك ستنتج العقول، وتُسقى الاختراعات وتجد مكانها في أي مجتمع محلياً وعربياً وحتى إسلامياً.

 

ولكم تحياااااتي

_________________________________________________________

·        كاتب إعلامي

للتواصل

تويتر: @alomary2008

إيميل: [email protected]

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook