الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

تساؤلات مشروعة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

الإنسان كائن متسائل؛ يخطَف نظره كل ما يلوح له من قريب ويسلب لبه كل ما يبهم عنه من غريب. فتراه يدور في دوامة الأسئلة من أنا؟ ومن أين؟ وإلى أين؟ أسئلة وجودية (انطولوجية) طرأت على الإنسان منذ القدم وأخرى معرفية (ابستمولوجية) لا تقل عنها أهمية. وهذه الأسئلة منها ما غير مجرى الحياة والتاريخ وفتح آفاق العلم الطبيعي وتطبيقاته الصناعية والتكنولوجية، ومنها ما يرتد نحو النفس الإنسانية فيحدث فيها شرخاً يضيق جراء التأمل المنضبط ويتسع جراء التشكيك. وهذا الارتداد المتشكك لا بد له من شرارة توقده؛ فالإنسان مفطور على التسليم بوجود خالق عليم حكيم قدير.

اضافة اعلان

وأسئلة الشك العابثة بالإيمان الفطري ربما ينقصها أجوبة عقلانية مقنعة تنظم الفكر وترتب طرق الاستدلال حتى تصل إلى مرادها فتهدأ النفس حينئذ وتعود الفطرة للالتئام؛ وعليه فأغلب المتعرّضين لهذه الزلازل الفكرية اتكأوا على عامل الفطرة وحدها التي حوربت من قبل عدة جبهات فالواقع الإعلامي ومجتمع القرية المفتوح كان أرضاً خصبة لكافة الشبهات الفكرية والعقدية التي نُشرت فيه. والمفترض أن يتكئ المسلم على عاملين الأول منهما: فطرة الله التي فطر الناس عليها (كل مولود يولد على الفطرة...) والثاني هو العامل العقلي النظري حتى يكون إيمانه متجذراً لا شك فيه مهما رمي بالسهام والنبل.

 ولا يغرنا أننا في مجتمع مسلم فالحصن قد انهدم والباب قد انفتح وأصبح من يجلس بجوارك يحادث من في أقصى الأرض البعيدة لا يأبه بالزمان ولا بالمكان ولا بالموافقة لأفكاره ومعتقداته ولا بالمعارضة المهم أن يجرب ويكتشف. وهذه الأسئلة المثارة مشروعة من جهتين: جهة من يبحث عن الحقيقة من غير أبناء الإسلام وهو معذور، وجهة من يبحث عن اليقين والطمأنينة من أبناء المسلمين المتشككين ليخمدوا نيران الشك في أنفسهم ويُغذوا براعم اليقين في أرواحهم ويحصنوا قلوبهم وعقولهم من لوثة الحيرة والاضطراب؛ ولا يتم ذلك إلا ببناء الأصول العقلية للإيمان وتدعيم المبادئ الفطرية في النفوس وذلك بمطالعة الأدلة العقلية على وجود الله عز وجل؛ ومن ثم الأدلة العقلية على إمكان النبوة من ثم دلائل نبوة الأنبياء وخاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم؛ ومن ثم أدلة نزول القرآن؛ ومن ثم أدلة صحة الأحاديث ووصولها إلينا محفوظة بأعلى مراتب الحفظ والإسناد.

وهذا الإيمان العقلي المتأصل سيثمر تسليماً لكل ما جاء في الشرع من تكاليف وحدود، وأوامر ونواه، ولن يؤثر عليه أدنى ريح ولا أضعف هزة.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook