الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الألعاب الإلكترونية.. الإرهاب القادم!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

عزيزي الأب.. لا تظن أن التربية هي أكل وشرب وملابس.. هذه تسمى رعاية وليست تربية، التربية تقوم على غرس قيم وبناء فكر وتقويم سلوك.. التربية أمس واليوم وغداً ليست ترفاً، هي مهمة في كل العصور والأمكنة وفي عصرنا أهم وضرورة لا تقل عن ضرورة الغذاء والهواء.

في عالمنا اليوم الفضائي والتقني صنع وجود الأجهزة والألعاب الإلكترونية هوة سحيقة وفجوة كبيرة بين جيل الآباء والأبناء يلاحظها الشخص العادي.. فالأولاد معنا وحولنا بأجسادهم، لكن عقولهم ترفرف في العالم الافتراضي.. هذه الأمور صعبت من الرقابة والمتابعة، وعلى الآباء تقريب هذه الفجوة بمعرفة الحد الأدنى من التقنية ليتمكنوا من مراقبة وتوجيه أولادهم والتدخل في الوقت المناسب! اضافة اعلان

إن الألعاب الإلكترونية كالحوت الأزرق، ولعبة مريم، وجنيه النار... إلخ القائمة باتت تشكل خطراً على حياة الصغار فهي إدمان لا يقل عن إدمان المخدرات، وإرهاب قادم يستهدف عالم الطفولة البريء.. هذه الألعاب لها مراحل تبدأ اللعبة بلعب عادي يليها مراحل متعددة تجبر الأطفال على عمل شيء معين حتى ينتقل للمرحلة التالية ومنها طلب الانتحار.. تصور ظهور هذه العبارة لإحدى الألعاب: إذا أردت أن تنتقل إلى المرحلة التالية فاربط على عنقك حبلاً حتى ترى السماء زرقاء"!!

التحرك والاهتمام بهذه القضية مهم، بدل أن نقف كي ننتظر فاجعة انتحار طفل متأثراً بلعبة إلكترونية ثم ندق جرس الإنذار.

على الوالدين إبعاد هذه الأجهزة من أيدي أطفالهم أو على أقل تقدير التخفيف من استعمالها ومراقبة ما يُقدم لأطفالهم، وعلى الجهات المسؤولة مطاردة هذه الألعاب الخطيرة على الأطفال وحجبها كما هي الحال في إيقاف قناة وحجب ما يهدد أنظمة المجتمع، فهذه الألعاب إرهاب إلكتروني يستهدف الصغار وله ضحايا في مختلف الدول.

آن الأوان أن تكثف برامج للتوعية "الرقمية"؛ لتثقيف الفرد والأسرة والمجتمع بأهمية ترشيد استخدام الجوالات والألعاب للأطفال، والتحذير من خطورة هذه الألعاب على عقول أبنائنا، وأفكارهم، وصحتهم النفسية.

وفق استطلاع قام به المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني أن نسبة الأطفال الذين يستخدمون الأجهزة حتى سن 15 عاماً بمعدل أربع ساعات يومياً بلغ 91%.. وهذا يعني أن التقنية غيبت دور الرقيب والآباء، فأصبحت هي المربي والموجه والمدرسة.

نؤكد في الأخير على أن من سلبيات الألعاب الإلكترونية أنها تعرض الجريمة والقتل ومشاهد العنف وأنواع الأسلحة وهذا يساهم مع مرور الوقت في تقليل حساسية مشاهد العنف والقتل لدى الأطفال.

أيضاً يجب ألا ننسى نمط الألعاب فهي ليست مجرد تطبيق يمكن حجبه، وإنما هي فكرة تروج عبر روابط مختلفة يمكن تداولها بسهولة عبر وسائط السوشيال ميديا، كما أن من يقف وراءها هم أناس ربما كانوا متخصصين وأذكياء يستطيعون السيطرة والتحكم في عقول الكبار فما بالك بالصغار!؟

* قفلة.. مشي الآباء والمربين خطوة واحدة في درب القدوة.. خير بألف مرة من مشيهم آلاف الأميال في دروب التلقين وسكك التعليمات الوعظية الجافة! ولكم تحياااااتي

 - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - - -

  • كاتب إعلامي
للتواصل تويتر: @alomary2008 إيميل: [email protected] 
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook