الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

الذكاء الدعوي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
   

كثيرٌ منا يرجو الخير للناس، ويرجو أن يكون سبباً في إدخال السعادة في قلوبهم؛ وهو مطلبٌ محمود ومشروع؛ وسببٌ من أسباب السعادة. فالذي يُسعد الناس ويسعى في ذلك فليبشر بالخير كما أخبر بذلك المصطفى ﷺ: "أَحَبُّ النَّاسِ إلى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاس" حسّنه الألباني. ونحن نعيش في هذا الزمن؛ تجد أن من لم يستخدم الحكمة في إقناع الناس في فعل الخير لا يلتفتون إليه؛ لكن في المقابل إنْ أَحسنَ إيضاح الهدف وتحقيق الوسائل المناسبة في ذلك أفاد واستفاد بإذن الله. فاستثمار أي وسيلة دعوية ناجحة هو عين الصواب؛ بل ومواكبة أي أمرٍ مشوق هو عين النجاح الحقيقي بعد توفيق الله. والناس حتماً لن يلتفتوا إليك إلا مادمت مبدعاً في إيصال ما ينفعهم. والناس يحبون من يبتسم في وجوههم، ويرقى بهم بعلوِّ أخلاقه التي هي أخلاق القرآن.. فلماذا لا نلقي لهم بالاً ونجتهد لأجلهم؟! أليس من الحكمة أن تُصغي آذاننا لهم، ونبحث عمّا يحتاجون إليه فعلاً!! وأقول إن الخير في أمة محمد ﷺ كثير ولله الحمد. والنظر بإيجابية عالية في هذه الحياة القصيرة يبهج النفس ويريح الخاطر؛ فعلينا جميعاً أن نسعى لذلك، وأن نبحث عن أساليب الجذب المشوقة لتحقيق ما يُرجى لهذا الدين العظيم. وكذلك يجب الاهتمام بالجانب التقني بُغية تحقيق الهدف؛ إذ إن كثيراً قد يغفل عن هذا!! فمن ذلك استثمار برامج التصميم والتطبيقات الحديثة للأجهزة الذكية، وحسابات التواصل في صنع منتجاتٍ تعليميةٍ للأطفال في مجال القرآن الكريم والسنة النبوية وغيرهما؛ وذلك حتى تدخل عليهم بأيسر الطرق في بيوتهم، وفي سفرهم وحضرهم. وأذكر مثالاً آخر، حينما تم استثمار بث شعيرة الأذان والصلوات الخمس والقيام في رمضان والخطب في الحرمين الشريفين من عشرات السنين؛ كيف لاقت قبولاً واسعاً، التي تعرِضها حالياً قناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية النابعتان من هذا البلد الطيب (المملكة العربية السعودية) وتُنقل في نفس الوقت إلى القنوات والإذاعات الأخرى في العالم كله، وعلى إثر ذلك تناقلها خلقٌ كثير عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ وذلك بشكلٍ مستمر؛ فسيكون لها الأثر العظيم عليهم بإذن الله!! فلا نعجب ممن يسلم بسبب سَماعه ورؤيته لهذه الشعائر. والمقصد في ذلك إيصال الخير للناس واستثماره بالطرق المتاحة في كل زمان ومكان، وعلى حسب الموقف والحدث. في مرة من المرات خطب النبي ﷺ في الصحابة مرغّباً ومشجعاً وحاثاً وداعياً فقال: "تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ مِنْ دِرْهَمِهِ مِنْ ثَوْبِهِ مِنْ صَاعِ بُرِّهِ مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ، حَتَّى قَالَ: وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ"، كان راغباً ﷺ في أن يستجيب الناس لدعوته في تقديم العون لإخوانهم المحتاجين؛ رحمةً منه ﷺ بحال هؤلاء وحبّه لإنقاذهم وإطعامهم وكسوتهم؛ تأملوا معي قول النبي ﷺ: "وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَة" هذا فيه الحرص الشديد منه ﷺ على الصدقة؛ فما كان من الصحابة رضوان الله عليهم إلّا أن تفاعلوا مع هذه الدعوة المباركة؛ يصف الراوي الحدث يقول: "فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا بَلْ قَدْ عَجَزَتْ، قَالَ: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَاب"؛ لماذا هذا الإقبال؟! الجواب؛ لأن أسلوب الترغيب كان رائعاً منه ﷺ، ووصل إلى ما يصبو إليه ﷺ من تحقيقٍ للهدف المرجو؛ وهو إقبال الناس على الخير. تخيلوا لو كنا كذلك في استخدام مثل هذه الأساليب الدعوية وأخلصنا فيها، وحرصنا على التشويق فيها؛ كيف سيكون إقبال الناس عليها؟! كما عليك أخي الداعية إلى الخير أن تتحلى بالصبر في دعوتك للناس وتتذكر في ذلك قول النبي ﷺ: "الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُخَالِطُ النَّاسَ، وَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُمْ، أَعْظَمُ أَجْراً مِنَ الْمُؤْمِنِ الَّذِي لَا يُخَالِطُ النَّاسَ، وَلَا يَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُم" صححه الألباني. ختاماً، ما أجمل أن يكون همّنا الدعوى مقروناً بالعلم والبصيرة والحكمة؛ كما علمنا ربنا في محكم كتابه على لسان نبيه الكريم محمدٍ ﷺ: "قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ۖ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِين" سورة يوسف١٠٨؛ وقتها فلنبشر بالخير لِنَسعَد، ونُسعِد من حولنا بإذن الله تعالى.

اللهم وفقنا لطاعتك، وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. محبكم/ المستشار الأسري رائد النعيم ‏ralnaiemاضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook