الخميس، 09 شوال 1445 ، 18 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«الشيخ الشثري» يحاضر عن إسهام الداعية في تعزيز الوسطية في المجتمع

000-5669495141522235251418
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - واس: أكد معالي المستشار في الديوان الملكي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري, أهمية أن يجعل الداعية حياة الناس عبودية لله عز وجل لأن العباد إنما خلقوا لعبادة الله عز وجل, مستشهداً بقوله تعالى: { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ }، وأن تكون إقامة العبودية لله عز وجل في كل مناحي الحياة. جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها معاليه اليوم تحت عنوان "إسهام الداعية في تعزيز الوسطية في المجتمع" ضمن فعاليات الدورة الثامنة للدعاة التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد حالياً بمقرها في الرياض. وأبان أن العلم منشؤه الكتاب والسنة، ومن الأمور التي ينبغي التركيز عليها معرفة الأوصاف التي تبنى عليها الأحكام, لأن الأحكام الشرعية مبنية على علل تكون مَناطًا للأحكام فإذا عرفت العلة كان هذا من أسباب إقامة العبودية لله عز وجل وتحقيق العلم، موضحا أن معرفة العلل والأوصاف التي تبنى عليها الأحكام تؤدي إلى معرفة حكم الله في المسائل. وبيَّن الشيخ الشثري أن الإرادة التي توجد بالنفوس منشؤها التذكير بالعلاقة برب العزة والجلال, وأن التذكير بالعلاقة بالله عز وجل يكون في ثلاث نواح أولها ناحية الخلق, والثانية التذكير بنعم الله عز وجل, والأمر الثالث التذكير بلقاء العباد ربهم سبحانه وتعالى مشيراً إلى أن إقامة العبودية لله عز وجل من أعظم مقاصد الشريعة التي يجب على الداعية أن يحرك نفوس الناس من أجل الاهتمام به ومن أجل تحقيقه. وأضاف إن الأمر الثاني الذي يسعى إليه الشرع ليكون غاية من غاياته هو جلب المصالح ودرء المفاسد مستشهداً بقوله تعالى: { وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }, مبيناً أن جلب المصالح ودرء المفاسد له قواعد منظمة وليس من الأمور الاعتباطية، والعبد لا ينبغي له أن يقصد مجرد المصلحة الدنيوية وإنما تكون مقاصده أخروية، وفي القرآن تنبيهات على هذا قال تعالى: { مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا } ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا}، مشيراً إلى أن من أعظم ما يوقع في أسباب الضلال أن يُقصد بدين الله مجرد الدنيا ويغفل عن إرادة الآخرة. وبيَّن معاليه أن من المقاصد الكبيرة التي جاءت بها شريعتنا وجود التواصل بين الناس, حيث ركز الشرع على عدد من الروابط التي تربط بين الناس من القرابة والزوجية والجوار والصحبة والزمالة وغيرها من الروابط التي تكون بين الناس، بل إن الشريعة امتدت إلى أن تجعل الرابط الإيماني يشمل كل من انتسب إلى دين الله عز وجل. وقال: "إن من المقاصد الشرعية مقصد الاستقرار، وهذا يشمل استقرار النفس البشرية ولذا جاءت الشريعة بطلب اليقين، وأن اليقين هو الأصل، وجعلت أول الواجبات عبودية الله عز وجل لا الشك ولا النظر كما تقوله بعض الطوائف، وإنما جعلت اليقين بعبودية الله عز وجل هو الواجب الأول، مؤكداً أن الإنسان متى علم أن الله عز وجل هو المتصرف في الكون، وأنه لا يقع في الكون شيء بغير قضاء من الله وقدر، حينها تستقر نفسه وتطمئن. وخلص فضيلته إلى: أن الشريعة قد جاءت بتوجيهات وسط لا غلو فيها ولا جفاء قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}، ومن مقتضى الوسطية أن يراعي الإنسان القواعد والمقاصد السابقة، ومن أعظمها النظر إلى العباد بنظرة الرأفة والرحمة بهم ولو بارزوك بالعداء، حتى عند إقامة العقوبة تنظر إلى من تقيم عليه العقوبة من باب الرحمة والشفقة التي جاءت بها الشريعة، فإقامة الحكم الشرعي أو التحذير من الشخص هو إحسان ورحمة به؛ لئلا يكثر وزره بكثرة أتباعه في الباطل، منبهًا على أن العداوة المطلقة إنما هي مع إبليس وما عداها من عداوات فهي نسبية. اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook