الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«التحالف الأحمر».. تفاصيل مخطط أعلى سلطة إيرانية لاغتيال «الجبير» بواشنطن

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل- فريق التحرير:

إيران تاريخ دموي وعمليات إرهابية لا تتوقف منذ قديم الأزل، فلم تكتف الدولة الفارسية بالضلوع والمشاركة وتمويل عديد التنظيمات الإرهابية المعادية للمملكة العربية السعودية، بل حاولت تنفيذ مخططات اغتيال لقادة ومسؤولين سعوديين، لعل أبرزها محاولة اغتيال عادل الجبير، وزير الخارجية الحالي، عندما كان سفيرا للمملكة في واشنطن قبل نحو 7 سنوات، والتي تحدث عنها اليوم الأمير خالد بن سلمان سفير المملكة في واشنطن.

اضافة اعلان

وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، تحدث في مقابلة تلفزيونية عن تدخلات إيران في كل ما يحدث بالمنطقة، وعن وقوف طهران المباشر خلف محاولة الاغتيال الفاشلة لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، حين كان سفيراً للسعودية في واشنطن.

وقال ماتيس لشبكة "سي بي إس نيوز" الأميركية: إن إيران تسعى إلى زعزعة استقرار المنطقة، لأن نظامها ثوري، وأشار إلى محاولة اغتيال سفير عربي منذ سنوات، وكان على بعد أميال من البيت الأبيض، في إشارة إلى محاولة اغتيال عادل الجبير في واشنطن.

وكشف ماتيس أنه يملك وثائق وإثباتات من المخابرات الأميركية تؤكد أن اغتيال الجبير كان مخططاً له ولم يكن حادثاً عشوائياً. وأضاف "عملية الاغتيال كانت موقعة من أعلى المستويات في الحكومة الإيرانية"، مؤكداً أن إيران خططت لعدة عمليات في واشنطن، منها اغتيال سفراء ومسؤولين.

بداية الواقعة في 14 ذي القعدة 1432هـ الموافق لـ 11 أكتوبر 2011، كشف مسؤولون من الولايات المتحدة أن هناك مؤامرة من قبل الحكومة الإيرانية لاغتيال السفير السعودي في الولايات المتحدة عادل الجبير.

وتمت تسمية العملية في وسائل الإعلام "بمؤامرة الاغتيال الإيرانية " و"مؤامرة إيران الإرهابية"، في حين سمى مكتب التحقيقات الفدرالي المؤامرة "بعملية التحالف الأحمر ".

وتم القبض على المواطنين الإيرانيين غلام شكوري ومنصور اربابسيار، واتهامهما من قِبَل المحكمة الاتحادية في نيويورك بالتآمر لاغتيال عادل الجبير في 11 أكتوبر عام 2011.

ووفقاً لمسؤولين أمريكان، فإن المتهمين خططوا لاغتيال عادل الجبير عن طريق تفجير المطعم المتواجد فيه السفير، وبعد ذلك التوجه للسفارة السعودية وتفجيرها، أيضاً اعترف المتهمين بأنهم خططوا لتفجير السفارة السعودية والسفارة الإسرائيلية معاً.

تفاصيل المخطط لم يكن المخطط الإيراني الذي كشفت عنه اللقاءات بين العميل الأمريكي من أصل إيراني والضباط الإيرانيين وتجار المخدرات المكسيكيين يشمل قتل عادل الجبير في بادئ الأمر، بل تشير الوثائق الأمريكية إلى أن المخطط كان يهدف إلى تفجير السفارتين السعودية والإسرائيلية فقط.

لكن في بداية أغسطس تم الطلب من العميل منصور أربابسيار الاتفاق مع العصابة المكسيكية على إضافة السفير السعودي عادل الجبير إلى رأس قائمة الأهداف.

كان منصور أربابسيار يتلقى التعليمات من علي غلام شاكوري وهو ضابط في "فيلق القدس" ومسؤول عن وحدة حزب الله الحجاز بحسب معلومات سرّبها معارضون إيرانيون.

عصابات المخدرات المكسيكية

ويبدو أن الخطة الإيرانية تقضي بالاستعانة بعصابات المخدرات المكسيكية لإبعاد الشبهات عن إيران والإيحاء بأن الجريمة تتخذ طابع الجريمة الدولية المنظمة.

وفي 24 مايو قام منصور أربابسيار بالسفر إلى المكسيك حيث قاده سوء تقديره إلى لقاء أحد رجال العصابات المعروفين الذي لم يكن سوى متعاون مع إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية في المكسيك ويلقب العميل بـ (سي أس-1).

وطلب العميل الإيراني من رجل العصابات المكسيكي القيام بهجوم على السفارة السعودية في واشنطن عبر تفجيرها بشحنة من المادة شديدة التفجير "سي فور".

بعدها بأقل من 3 أسابيع أبلغه "سي أس-1" عند لقائهما في المكسيك ثانية بحاجته لما لا يقل عن 4 رجال لاغتيال السفير، وطلب 1.5 مليون دولار كمقابل للتنفيذ، فوافق منصور أربابسيار مشترطا أن يتم قتل السفير أولا قبل شن هجمات أخرى سبق وناقشها معه، كما أخبره أن لديه وشركائه 100 ألف دولار جاهزة للدفع له كمقدم، وصارحه بأن ابن عم له يقيم في إيران هو من طلب منه العثور على شخص لاغتيال السفير، وأن ابن العم جنرال بالجيش الإيراني.

وفي 17 يوليو 2011، اجتمعا للمرة الثالثة في المكسيك، وأخبره "سي أس-1" أنه كلف أحد العاملين معه بالتوجه إلى واشنطن لمراقبة السفير عادل الجبير، ثم أثار مع منصور أربابسيار احتمال مقتل مارة أبرياء عند التنفيذ، فقلل منصور أربابسيار من مخاوفه وشجعه على المضي في المخطط، وقال: "يودون الإجهاز عليه ولو قتل معه المئات.. ليذهبوا إلى الجحيم".

ثم اقترح تفجير مطعم في واشنطن يرتاده السفير عادل الجبير عادة لقتله فيه، فنبهه "سي أس-1" بإمكانية سقوط قتلى بالتفجير، ومنهم أعضاء بالكونغرس الأمريكي اعتاد بعضهم ارتياد المطعم نفسه، فقال له منصور أربابسيار: "لا تهتم، وامض في المشروع".

في أول أغسطس، كما في 9 منه أيضا، أجرى منصور أربابسيار حوالتين خارجيتين بقيمة 100 ألف دولار إلى حسابات سرية عدة من دون أن يعلم بأنها لمكتب التحقيقات الفيدرالي كدفعة أولى لصالح "سي أس-1" مقابل عملية الاغتيال، ظناً منه أن الحسابات تخصه، ثم أخبره بأنه سيقوم بتأمين بقية الـ 1.5 مليون دولار بعد قتل السفير عادل الجبير مباشرة، لكن "سي أس-1" طلب ضمانات حين أخبره يوم اجتمعا مجددا في 20 سبتمبر، بأن كل شيء اكتمل للإجهاز على عادل الجبير بتفجير المطعم وهو فيه يتناول الطعام إذا اقتضى الأمر.

سقوط المدبِّر في 20 سبتمبر 2011، طلب "سي أس-1" في اجتماع من منصور أربابسيار تسديد الـ 1.5 مليون دولار المتفق عليه، أو أن يتوجه بنفسه إلى المكسيك ليكون فيها رهينة لدى زملائه مُهربي المخدرات حتى تسديد كامل المبلغ، فوافق منصور أربابسيار وتوجه في 28 سبتمبر 2011، إلى المكسيك، وحين وصل إلى مطار عاصمتها منعوه من دخولها، من دون أن يشرحوا الأسباب، وأعادوه في اليوم التالي على أول طائرة إلى الوجهة التي أتى منها، وهي نيويورك، وفي مطار جون إف كينيدي الدولي يوم 29 سبتمبر 2011، كان رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي بانتظاره، فاقتادوه مكبلا بالأصفاد.

دوافع الاغتيال ورد في موقع "همبستجي" الإيراني، أن القصد من مخطط اغتيال السفير السعودي عادل الجبير "هو العمل على تسريع وتيرة الثورة في البحرين، بطرق تمت مناقشتها ووضعوها في قمة أولويات لجنة خاصة تنسيقية برئاسة علي أصغر حجازي، وتحت إشراف المرشد الأعلى علي خامنئي".

وأكد الموقع الإيراني أن مخطط الاغتيال "كان بمباركة وموافقة علي خامنئي نفسه، وتولى شاكوري مسؤولية تنفيذه باعتباره الساعد الأيمن للمرشد للعمليات في البحرين.

أما السبب الآخر أن عادل الجبير كان يتنقل يومياً بين أروقة الكونغرس الأمريكي والدوائر الحكومية مثل وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي لإطلاعهم على ما يحدث في سوريا، وارتفعت وتيرة نشاط عادل الجبير داخل الكونغرس الأمريكي لتأييد التدخُّل الأممي ضد نظام بشار الأسد، وكانت محاولة الاغتيال لإيقاف نشاطه المضاد لنظام بشار الأسد في واشنطن وكمساعدة إيرانية لحليفهم الذي يخشون فقدانه للأبد واضمحلال نفوذهم في المنطقة.

الحالة العقلية محاميته سابرينا شروف، طلبت بعد اعترافها بخطورة ما كان سيُقدم عليه، أن تكون العقوبة 10 سنوات على الأكثر، متذرعة بأنه يعاني من مرض الاضطراب الثنائي القطب، وهو مرض نَفْسيّ يدفع بصاحبه إلى أعمال غير مسؤولة، ويجعله مستصغرا للشرر لا يعي عواقب ما يفعل، وأنه يواجه صعوبة في " فهم الظروف المحيطة بقرار معين أو تقدير النتائج المترتبة على هذا القرار.

العقوبات في 12 أكتوبر 2011، فرض الرئيس أوباما عقوبات جديدة على إيران وصرح البيت الأبيض أن مزيداً من الإجراءات سوف يتم اتخاذها. وبعد ثلاث أسابيع صوتت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي لتوسيع العقوبات ضد إيران. ويشمل مشروع العقوبات، عقوبات على البنك المركزي الإيراني وهو بمثابة خيار أساسي في الحرب المالية على طهران مع احتمال تجميد دور إيران في النظام النقدي العالمي.

addtoany link whatsapp telegram twitter facebook