الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

في حواره مع «تواصل».. «الشريم» يكشف أسباب تجهلها الأسر عن وقوع فتياتها ضحايا «الابتزاز»

EUbWmXGF_400x400
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل - خاص - خالد السالم: أَصْدَرَتِ الرئاسة العَامَّة لهَيْئَة الأَمْر بالمعروف والنهي عن المنكر، كتاباً بِعُنْوَان: "جريمة الابتزاز"، يستعرض إحصاءات جرائم الابتزاز من حيث الفئة المستهدفة، وحالتها الاجْتِمَاعِيّة، ومستواها التعليمي، ومطالب المبتزين، والوسائل التي يستخدمونها. وللوقوف على أسباب تفشي ظاهرة الابتزاز، ولمحاولة تفسير الإحصاءات بشكلٍ أدق من الناحية التربوية، حاورت "تواصل" المستشار الأسرى والتربوي، محمد الشريم، الذي أكَّدَ أن علاج الظاهرة يَحْتَاج إِلَى حل شامل وتكاتف من الأسرة ومؤسسات الدولة. وحمَّل "الشريم" الأسرة فِي المقام الأول مَسْؤُولِيَّة وقوع فتياتها فِي "فخ الابتزاز"؛ نَظَراً لِأنَّ الفتاة تحاول البحث عن الإشباع العاطفي الذي تفتقده فِي منزلها عبر إِقَامَة علاقات غير شرعية، مقدماً نصائح للأسر لحماية أبنائهم. وإلى نَصّ الحوار: تواصل: لماذا الفتيات من سن 16 إِلَى 30 عَاماً هن الأكثر تعرضاً للابتزاز؟ الشريم: هناك عِدَّة دلائل لِهَذَا الأمر، الجانب الأول هذه الفئة العمرية ربما تَتَمَيَّز بكونها فِي مرحلة المراهقة، وما بعدها مرحلة النضج التي قد تمتاز بأنها نضج لكنه مع نقص الخبرة، وهذا العمر هو الذي يرشح فيها الفتيات للزواج بعد البلوغ حتى سن الـ30 سنة. هذه الفئة العمرية لديها بلا شك نقص فِي الخبرة وجهل بأساليب المبتزين، وحماس وطيش وتهور، فَضْلاً عن وجود نقص فِي الإشباع العاطفي فِي بعض الأسر يدفع بعض الفتيات للبحث عن الإشباع العاطفي من خارج دائرة الأسرة؛ وَبِالتَّالِي تكون المُهِمَّة سهلة على الشباب فِي موضوع الابتزاز؛ لِأنَّ هذه الفتاة تكون متلهفة لوجود شخص فِي حياتها يقدم لها الاحْتِيَاجات العاطفية التي تفتقدها بالمنزل. تواصل: مَا تفسيرك لوقوع طالبات المرحلة الثانوية تَحْدِيداً فِي أفخاخ الابتزاز بِحَسَبِ إحصائية الهَيْئَة؟ الشريم: فتيات المرحلة الثانوية هن اللاواتي وصلن مرحلة البلوغ؛ وَبِالتَّالِي هذا العمر فيه شَيْء من الاستقلالية، وكثير من الأسر قد تمنح الفتاة قدراً أكبر من الثقة مُقَارَنَةً بالمرحلة المتوسطة، ولا ننسى تأثير مواقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ، وصديقات السوء، كل هذه أشياء غيرت الثقافة وجعلت بناء العلاقات بين الفتيات والشباب سهلة. تساهل الفتيات فِي التعرف على الشباب صار أمراً ملموساً أكثر فِي المجتمع؛ وَبِالتَّالِي نقص الخبرة ونقص التجربة والحماس والاندفاع والتهور يجعل من طالبات الثانوية هن الضحايا الأكثر سهولة، فَضْلاً على أنها أكثر خَوْفاً من انكشاف أمرها لدى أسرتها فتكون ضحية لدى المبتز؛ لأنها تجهل كَيْفِيَّة التخلص من براثن المبتز، حتى وإن اخطأت بتكوين علاقة. تواصل: مَا تعليقك على تصدر وسائل التواصل الاجْتِمَاعِيّ وبرامج المحادثات وسائل الابتزاز؟ الشريم: فيما سبق كان الهاتف الوسيلة الأشهر إن لم تكن الوحيدة لبناء العلاقة غير الشرعية بين الفتيات والشباب، كان هناك شَيْء من التقييد الاجْتِمَاعِيّ والأسري على الهاتف الثابت قبل انْتِشَار الجوال، ولكن وسائل التواصل باتت مع كل شاب وفتاة على جهازه الخاص، يسيطر عليه سيطرة شبه كاملة ويأخذه معه إِلَى فراشه بَعِيداً عن الأنظار وبَعِيداً عن الرقابة. ولا ننسى دور الفضول بأن العملية تكون مجرد محاولة تعرف، ومحاولة تجربة العلاقة مع الجنس الآخر التي لا يسمح بها المجتمع وفي الأساس هي قضية محرمة من الناحية الشرعية، فتكون نسبة الفضول عالية، فيندفع الشاب والفتاة للتجربة ومن المعروف أن كل ممنوع مرغوب، وهناك وسائل ميسرة لا يستطيع أحد أن يراقبها بشكل كبير، وغَالِباً لا تتم المسألة من علاقة واحدة، معظم من يقعون فِي حالات الابتزاز غَالِباً مَا يكونون قد مروا بتجارب عديدة، ويشعرون أن الأَمْر تحت سَيْطَرَتهم، حتى يقعوا فِي النهاية تحت مخالب ذئب بشري يستغل المعلومات التي لديه للضغط على الضحية لتحقق له مَا يريد. تواصل: كيف تفسر مَا ورد بإحصائية الهَيْئَة أن أغلب مطالب المبتزين جنسية؟ الشريم: كَوْن معظم صور الابتزاز ذات الطابع الجنسي، هذا أمر فطري، الميل الفطري لدى الشباب للفتيات، لا سيما مع وجود المثيرات التي لم تمر به البشرية مُنْذُ نشأة الخلق كما نشاهدها اليوم، الإثارة الجنسية تبلغ قدراً هائلاً، الشاب فِي مرحلة المراهقة مَا لم تتيسر له العلاقة بالحلال لكي يمارس هذه الغريزة الفطرية بطريقة مباحة، لا سيما مع ضعف الإيمان وبعض أصدقاء السوء، وقلة الرقابة من المنزل والمجتمع؛ يجعل الأَمْر كَأَنَّهُ إشباع جنسي متيسر، هذا الأَمْر أكثر مَا يطالب به الشاب الفتيات لدى ابتزازهن، لأنه غَالِباً لا يبحث عن المال أو شَيْء آخر، بل يريد الإِشْبَاع الجنسي، ويرى فِي الابتزاز أمراً ميسراً للوصول إليه. تواصل: مَا هو علاج ظاهرة الابتزاز من وجهة نظرك؟ الشريم: من الصعب علاجها علاج كامل، لكن يجب أن نحرص فِي كل الأحوال على تقليلها، فمن المهم أن تحرص كل أسرة على حماية نفسها من هذا الأمر، والمجتمع يجب أن يوفر الحماية أَيْضاً لأَفْرَاده؛ لِأنَّ الأسرة لا تستطيع بمفردها أن توفر الحماية، ويجب الاهتمام بالتريبة الإيمانية وغرسها فِي نفوس الشباب والفتيات وإقناعهم بها حتى يمارسوها بقناعة من تلقاء أنفسهم، فلا تكون بدافع الخوف أو المجاملة. حتى مع التربية الإيمانية يوجد لدى الإِنْسَان جوانب ضعف، هذه الجوانب تستكمل من خلال وجود بيئة أسرية حاضنة، ومهتمة بالشباب والفتيات، تعالج همومهم وتوفر لهم جواً عاطفياً مريحاً يشعر فيه الشاب والفتاة أن أسرتهم تحبهم وتقدرهم وتهتم بهم وتراعي احْتِيَاجاتهم، وتبتعد أن أسلوب السخرية والصراخ والمقارنات مع الآخَرِينَ، فكلما وجد الشاب والفتاة أنه محبوب من أسرته فلن يبحث عن من يعوضهم فِي الخارج. ولا بُدَّ أن يكون للجهات الأمنية دور فِي مُتَابَعَة المبتزين ومعاقبتهم، وإبراز هذا الأَمْر فِي وسائل الإعلام بطرية مناسبة لِأنَّ بعض الناس لا يخاف من العقوبات الشرعية، ولا يخاف من الوعيد الأسري، لكن قد يكون أشد خَوْفاً من العقوبة المجتمعية والعقوبة النِّظَامية التي قد يكون ثمنها أَحْيَاناً مكلفاً للغاية، إذا شَعَرَ أن هذه الأمور لن تمر عليه سَرِيعاً وسهولة فسيفكر فيها ملياً قبل أن يقدم عليها، ويجب التأكد أوَّلاً من وقوع حادثة الابتزاز بحيث لا يكون هناك مجال فيها للبس، وَإِذَا ثبتت يجب أن يُعاقب المبتز عقوبة رادعة تمنعه عن تكرارها مستقبلاً، وتكون مثل النذير للآخَرِينَ، وأن مصيره سيكون بهذه العقوبة إذا فكر فِي الابتزاز. ويجب أن نراعي التفريق بين من يقع فِي الخطأ جهلاً وضعفاً، وبين من يكون دافعه الإصرار والترصد ونية الإضرار بالآخرين، لكن لا بُدَّ من حل شامل تتكاتف فيه جميع مؤسسات الدولة وأطرافها لتوفير الحماية لجميع الفتيات والشباب من أخطار الابتزاز، وتوفير الوسائل المباحة بأسرع مَا يمكن، ومن أهمها تيسير الزواج المبكر، متى استطاع الشاب والشابة تحمل المَسْؤُولِيَّة، وتوفرت الظروف المناسبة لبناء أسرة، هذه أسرع الطرق لتوفير حِدة الابتزازات من مكان لآخر.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook