الجمعة، 17 شوال 1445 ، 26 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أمومة وتعليم ومكافآت.. كيف تقضي «السجينة» يومها؟

9998488126
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
تواصل- فريق التحرير: حياة مختلفة بكافة المقاييس يجدها الزائر أمامه بمجرد أن تطأ قدماه بوابات السجون النسائية، ليرى مجموعة من النزيلات المطلوبات من جهات مختلفة، كالمحاكم والنيابة العامة وغيرها، يتجولن خارج عنابر السجن، ليشعرن بحرية ولو كانت "مؤقتة" تزيد من رغبتهن في انتهاء مدة أحكامهن، والتمتع بخطوات خالية من السلاسل والأغلال. الانضباط كل ما تتعلمه النزيلات داخل السجن يمنحهن حرية الفكر وتغذيته، ويسهل عليهن الانخراط في المجتمع مجدداً. تعتاد السجينات على الانضباط في مواعيد النوم والاستيقاظ، إذ يبدأ يومهن منذ أذان الفجر لتأدية الصلاة وترتيب الحجرات، ليبدأ الاستعداد بعدها لتناول وجبة الإفطار في الساعة السادسة والنصف صباحاً. ولا يسمح لهنّ بالسهر كثيراً أي (ما بعد الساعة الـ12 ليلاً ) سوى يومي الخميس والجمعة، التي تمتد فيها ساعات السهر حتى الثانية فجراً، وفي الوقت نفسه، لا يجبرن على النوم وإنما تُطفأ أجهزة التلفاز ويمكثن في أسرتهن مع منعهن من إزعاج الأخريات. بداية اليوم التعليمي بعد تناول وجبة الإفطار، تبدأ كل نزيلة في الاستعداد لما هو مطلوب منها، فهناك من يجب عليها الخروج إلى المحكمة أو جهات أخرى، ويبدأ اليوم الدراسي لدى الأخريات، والعملي بالنسبة للملتحقات بالدورات الحرفية، كي تعمل داخل الورش التدريبية المتاحة لها، من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة 12 ظهراً. وتنظم ندوات ومحاضرات داخل قاعات مخصصة، للنزيلات من الجنسيات غير العربية، بينما تُعقد الندوات الأخرى للجنسيات العربية، وسط المصليات التي تحتضنها عنابرهن، وما يدفع النزيلات للانضباط هي الحوافز والهدايا المقدمة لهن نظير ذلك. القيلولة ومكافآت شهرية وبعد الانتهاء من المحاضرات، تعود السجينات مجدداً إلى عنابرهن، لتناول وجبة الغذاء، ويُترك لهنّ المجال بعد ذلك للاستمتاع بـ"القيلولة". ثم يبدأ الاستعداد لحلقات الدعوة والإرشاد المسائية، عن طريق "محفّظات" من النزيلات في كل عنبر، واللاتي يُمنحن مكافآت من قبل إدارة السجون نفسها نظير ذلك، إذ تصل المكافآت إلى مبلغ 150 ريالاً شهرياً. الأمومة من خلف القضبان هناك عنابر خاصة للنساء مع أطفالهن، مختلفة تماماً عن العنابر الأخرى. ورغم أن النظرة السوداوية التي قد تشعر بها النزيلة داخل السجن، قد تفقدها المتعة في الحياة، إلا أن عاطفة الأمومة تبقى متأصلة داخلها، إذ تنسى ما أمامها من قضبان لتداعب طفلها بحنان، وتمارس دورها كـ"أم" بعيداً من عالم الجريمة والخطأ. وتمنح إدارة السجون كل طفل مبلغاً مالياً، لحين إكماله العامين من عمره ومن ثم يحوّل إلى دور الرعاية الاجتماعية، مع ترتيب زيارات دورية لأمهاتهن بعد ذلك. متفائلة رغم السجن إحدى النزيلات، تؤكد تكيفها مع المكان الذي يحويها، وذلك بشكل لم يجعلها تفقد تفاؤلها أبدا، حتى بعد أن قضت نحو ثمانية أشهر داخل السجن، فضلاً عن توقف النطق بالحكم عليها، ليجعلها تجهل وقت خروجها بعد أن تسببت إحدى صديقاتها في إيصالها إلى داخل الأسوار، إلا أنها لم تفصح عن قضيتها بشكل صريح، مكتفية بالتحذير من "منح الثقة الزائدة للصديقات". وتقول هذه النزيلة، الحاصلة على درجة الماجستير: "التحقت بدورة الطباعة والصباغة بالألوان، بعد أن لمست التعامل الراقي والمرن من قبل المدربة المسؤولة عن تلك الدورة، خاصة أنني أبحث عن الابتسامة والكلمة الطيبة في وقت افتقرت فيه إلى مثل هذه الأشياء"، موضحة أنها كانت تأمل في الالتحاق بدورة للحاسب الآلي الذي يعد ميولها الأول. حلمها الذي كان يراودها منذ الصغر تحقق لها داخل السجن، إذ كانت تحلم دوما بأن تنساها والدتها داخل مكتبة لتقرأ أكبر قدر ممكن من الكتب، غير أنها أصبحت تقضي معظم وقتها في مكتبة المدرسة الموجودة بالسجن النسائي، بعد أن أُوكلت لها مسؤوليتها بالكامل من حيث استعارة النزيلات للكتب، ورصد متطلباتهن.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook