الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

«نقط صغيرة لهم بصيرة».. هل يتخلص المكفوفون من حرج «وقفة الكاشير»؟

الرحيلي
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
مُبَادَرَة لوضع «نقط برايل» على النقود.. وهل تستجيب لها «مؤسسة النقد السعودي» صاحب المُبَادَرَة لـ«تواصل»: المكفوفون يشعرون بالحرج عند إِخْرَاج النقود.. وبعضهم قاطعَ التسوق أسْتُرَاليا طبقتها وبريطانيا لحقتها.. فهل تكون المملكة الأولى عَرَبِيّاً؟ اقتراح بوضع نقاط بأعداد (0 و1 و5) على العملات.. والمكفوف يعرفها بسهولة تواصل – خاص: ليس شرطاً أن يحمل هم ذوي الاحتياجات الخَاصَّة واحد منهم، فمن الناس من يسيره الله لخدمة الناس، ويوفقه للسير في هذا الطريق، ومن مقتضيات هذا التيسير أن يلهمه الأفكار المختلفة للمساعدة، والتي غَالِبَاً مَا تحوز على الإعجاب والتفاعل، ليتبقى دور من يَأْتِي لرعاية الفكرة وتنميتها لتتحول إلى واقع مشرف. "نقط صغيرة لهم بصيرة".. هذه هي المبادرة التي بدأها المبتعث عبدالله الرحيلي لمساعدة المكفوفين وضعاف البصر الذين يواجهون صعوبة في التعرف والتعامل مع الأوراق النقدية من خلال استخدام طريقة برايل، وهي الطريقة المستخدمة حَالِيَّاً في أسْتُرَاليا وبريطانيا. الرحيلي، ناشط في مجال الإعاقة البصرية، لامس معاناة المكفوفين والصعوبات التي يواجهونها بِسَبَبِ عدم قدرتهم على التميز بين الأوراق النقدية؛ مِمَّا يتسبب لهم بالحرج الكبير والتأخير أمام المحاسب في إِخْرَاج النقود أو تَسَلُّمها، فبعضهم لا يتسوق لِهَذَا السبب أو لا بُدَّ أن يكون معه مرافق ليخرج له النقود ويفرزها ويحاسب بَدَلاً منه. مُبَادَرَة الرحيلي لقيت تَفَاعُلاً واسعاً عبر موقع التواصل الاجْتِمَاعِيّ "تويتر"، ويأمل الرحيلي في أن تتبنى مؤسسة النقد العَرَبِيّ السعودي المُبَادَرَة وتطورها وترى النور في المستقبل. "تواصل" ذهبت إلى صاحب المُبَادَرَة لإلقاء مزيد من الضوء عليها، علها تكون همزة وصل وسبباً لتطويرها، وأجريت معه هذا الحوار.. في البداية نريد نبذة تعريفية عنك. - هاني عبدالله الرحيلي.. أخصائي بصريات وضعف إبصار بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، مبتعث حَالِيَّاً للدراسات العليا في بريطانيا، ناشط في مجال الإعاقة البصرية، عضو في فريق "احنا نقدر". سبق لك التعامل مع مكفوفين.. حدثنا عن احتياجاتهم ومعاناتهم. - بحكم طبيعة تخصصي وعملي، أتعامل مع ضعاف البصر بكثرة، وأَيْضَاً تعاملت مع المكفوفين في دورات لتأهيلهم، فعشت معاناتهم وأعرف الصعوبات التي يواجهونها، فالأشياء التي تبدو سهلة ولا تأخذ من وقتنا ثواني، بالنسبة لهم قد تكون تحدياً كبيراً. نريد التعرف على مبادرتك لتثقيب الأوراق المالية. - هي مُبَادَرَة تهتم بالمكفوفين وضعاف البصر الذين يواجهون صعوبة في التعرف والتعامل مع الأوراق النقدية، تقوم فكرتها على وضع تنقيط بطريقة برايل على العملات الورقية. ومن المعروف أن طريقة برايل هي طريقة عالمية للقراءة عن طريق اللمس، سواء كانت أَرْقَاماً أو حروفاً. وتهدف المُبَادَرَة لاستخدام التنقيط للأرقام 5 و1 و0 فمن خلال هذا التنقيط الذي يختلف باختلاف الرقم يستطيع الكفيف، أو ضعيف البصر بكل سهولة التعرف على جميع فئات الأوراق النقدية بمجرد لمسها، وَلِهَذَا أَطْلَقَت على المُبَادَرَة شعار: (نقط صغيرة.. لهم بصيرة). هل من السهولة تحقيق هذا الأَمْر أم أن هناك صعوبات؟ - بالتأكيد عندما نتحدث عن عملة ورقية، فنحن نتعامل مع عملة البلد التي هي شيء سيادي على أعلى مستوى، التفاؤل موجود لأنه مُنْذُ عام 1428 هـ في عهد الملك عبدالله - رَحِمَهُ اللَّهُ - بالإِصْدَار الخامس للعملات، وضعت بروز وزخارف، لكنها تزول مع الوقت وتمحى مع الاستخدام، وأَيْضَاً كانت تحتاج للتدريب من المكفوفين لفهمها. نحن الآن متجهون إلى رؤية 2030 والتغيير والتحول بات سمة لكل شيء، ونحن - بِإِذْنِ اللهِ - متفائلون بأن تحقق هذه المُبَادَرَة هدفها. أساس المُبَادَرَة هو استخدام الورقة البلاستيكية للعملة، لكي يثبت ويبرز التنقيط، ولا يزول مع السنوات والاستخدام. هذا التنقيط عبارة عن نتوءات من طريقة برايل للقراءة، وهي طريقة تدرس للطلاب من الصغر، ويتدرب عليها الكبار، وتستخدم في المصاحف والمصاعد، وعندما ننقط العملات بهذه النتوءات لا يجدون أَي صعوبة؛ لأنهم مدربون عليها، حتّى وإن لم يكن الشخص قارئاً لبرايل يستطيع حفظ ملمس الأرقام المستخدمة للتنقيط. هل هناك تجارب عالمية في تثقيب الأوراق المالية لفئة المعاقين؟ - بعد البحث وجدت أنه أول من قَامَ بوضع النتوءات في العملات بطريقة برايل، دولة أسْتُرَاليا عام 2016، وفي أواخر هذا العام 2017 لحقت بها بريطانيا بمرحلة مَبْدَئِيّة بتنقيط فئتين، كما أن الخطوط الجانبية أو البروز والزخارف مستخدمة في كثير من الدول لكن هذه الطريقة غير فعالة مع الوقت. البعض يَقُول إِنَّ المولى، عَزَّ وَجَلَّ، منح المكفوف مهارات أُخْرَى لاستكشاف مَا حوله.. فهل يَحْتَاج لتلك البادرة فعلياً؟ - أوافقك الرأي، ورأينا حالات وأمثلة من الذكاء والإحساس بالمحيط تفوق الإِنْسَان السليم، لكن عندما نعطي الكفيف وضعيف البصر مجموعة من الأوراق النقدية المتشابهة تَمَامَاً، ولا يوجد أية فروقات بينها، ونطالبه بتمييزها فبلا شك سيتعرض للحرج، هذه المبادرة جاءت ليشعر أنه مستقل تَمَامَاً ولا ينظر أحد إليه بنظرة الشفقة، أو أنه أقل من الآخرين، وأنه بحاجة للمساعدة حتى في الأمور الصغيرة. أنا رأيت وسمعت وتعاملت مع هذه الفئة الغالية، ولاحظت مدى معاناتهم وكمية الحرج والوقت والجهد لمعرفة ورقة نقدية في يده، الأوراق النقدية بالنسبة لهم متشابهة حتى في وجود بعض التطبيقات الموجودة في الجوالات الذكية التي تستطيع قراءة العملة الورقية، حيث إنها بطيئة، نوعاً ما، ولو كانت الأوراق النقدية كثيرة سواء عندما يحاسب أو عندما يَتَسَلَّم النقود ستأخذ وَقْتَاً كَثِيرَاً حتى ينتهي من تعريفها عن طريق التطبيق الإِلِكْتُرُونِيّ؛ مِمِّا يُسبِّب لهم الحرج الكبير، والتأخير أمام المحاسب في إِخْرَاج النقود، أو تَسَلُّمها، فبعضهم لا يتسوق لِهَذَا السبب، أو لا بُدَّ أن يكون معه مرافق ليخرج له النقود وفرزها والمحاسبة بَدَلاً منه. أَيْضَاً هذا الأمر يعرضهم كَثِيرَاً للتضليل والسرقات، فكان لا بُدَّ من التفكير في وسيلة تكون لهم بصيرة. هل تواصلتم مع جهات متخصصة مثل مؤسسة النقد والمالية.. وماذا كان الرد؟ - أرسلت فكرة المُبَادَرَة لمؤسسة النقد العَرَبِيّ السعودي، وليس غريباً عليهم مساعدة هذه الفئة، فمنذ عام 1428 هـ، تقوم المؤسسة بإِصْدَار أوراق نقدية بها علامات وبروز لخدمتهم. وكلي أمل أن تتبنى مؤسسة النقد هذه المبادرة وتطورها لترى النور في المستقبل، بِإِذْنِ اللهِ.اضافة اعلان
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook