الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

(بيوتٌ بلا أسوار)

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول لله.
  • •جعل الله البيوت سكنـًا للأبوين والأبناء ومن معهم (واللهُ جَعلَ لكم مّن بُيوتِكُم سكنـًا) فيها السكينة والأمان، والراحة والاستقرار، وشرع سبحانه لهذه البيوت ضوابط وسنّ لها آدابـًا تحفظ لكل بيت خصوصيته، فشرع الاستئذان والسلام قبل دخولها، ونهى عن التجسس والتحسس،وحرّم أن يتسوّر أحد على بيت آخر فيطّلع على ما فيه.
وحرص كلُّ صاحب بيت أن يجعل لبيته سورًا يحيط به، وربما أضاف أعلاه حواجز أخرى زيادة في الحرص على حرمة بيته، وجعل لأبوابها أقفالًا محكمة لا تعطى إلا لأفراد الأسرة الراشدين ؛ حفظـًا له من أعين المارّة والسائرين، وسترًا لمن يعيش فيه ولما يحدث فيه. واليوم ومع كل هذه التحصينات أغلب البيوت أصبحت بلا أسوار !! فالقريب والبعيد يعرف تفاصيل حياة أهلها، وماذا أكلوا، وماذا اشتروا، وأين ذهبوا، ومن زارهم، وما قدموا لضيوفهم؟!! ليس لأن الأسوار من زجاج، وليس لأن أحدًا تجسس عليهم، بل من أصحاب البيت نفسه، الذين أصبح التصوير شغلهم الشاغل لكل صغيرة وكبيرة في حياتهم؛ من تصوير للمآكل والمشارب وحفلات الزواج والنجاح والرحلات والسفريات، ثم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجميع من تصل إليه يشاهد ويتفرج ويعلّق، مابين حاسد وشامت ومستهزئ وغيور. فشاعت الأسرار وانتشرت الأخبار؛ مما قد لا يصح أن يعلمه الغريب أو ربما حتى القريب، وقد جاء في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم (استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود). فكم بيننا من يشاهد من محروم أو فقير أو عاجز أو جائع يتمنى أن يعيش لحظة مما يشاهد، فإن لم يكن لك حاسدٌ كنت له مغايرًا ومنغّصاً وإن لم تقصد !! بل وكم سمعنا وشاهدنا من مشاكل وأمراض ظهرت لمن ابتلوا بتصوير تفاصيل حياتهم، ثم نراهم يطلبون الدعاء بل ويدعون على من قد يكون سببا فيما أصابهم متناسين قوله تعالى :( ومَا أصَابك مِن سيئةٍ فمِن نفسك )، وكم أثار تصوير بعض المناسبات الفتنة والشحناء بين الأقارب والأصدقاء !! وكم غيّر من نفوس المراهقين على أهليهم والزوجات على أزواجهن إذ أصبحوا يزدرون ما عندهم من النعم حين يقارنونه بما يشاهدون !! -أصبحت ظاهرة تصوير تفاصيل الحياة الخاصة بكل أسف سمة ظاهرة في مجتمعاتنا حبّـا عند البعض في التفاخر والتباهي بما عندهم، وأشغلوا أعمارهم وأوقاتهم بما لا فائدة فيه، بل فيه من الضرر ما لا يخفى على الجميع. فهل من وقفة جادّة من أرباب البيوت لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا المسلم المحافظ؟! نرجو ذلك حتى تعلو البيوت أسوارها وتعود لها حرمتها وخصوصيتها !! ختاماً: أسأل الله أن يحفظ بيوت المسلمين وساكنيها.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook