الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

العلمانية ..4 وقفات فاصلة

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
    في نظرتنا التقييمية الأخيرة على المشروع العلماني، نحتاج إلى عدة وقفات منهجية، حتى يتنزل ما سبق وذكرناه عن هذا المشروع وأدبياته ورواده منزلاً صحيحا، فيحسن الاستفادة منه. الوقفة الأولى أننا بصدد تجربة بشرية، ومن ثم فهي كغيرها من التجارب، تحتاج إلى مناصحة خارجية، كما تحتاج إلى نقد ذاتي داخلي، ومن خلال التقييم الخارجي، وممارسة النقد الذاتي، تستطيع أية تجربة أن تعيد قراءة نفسها، ومن ثم تتموضع في الموضع الصحيح لها، إما بأن يستبان لها خطأ مقدماتها فتتراجع عنها، وتتخذ لنفسها مقدمات جديدة تضعها على مسار جديد، أو ترى نقصاً أو قصوراً في بعض أدبياتها وتصوراتها فتتراجع عنها وتصححها وتستأنف مسيرتها. الوقفة الثانية أنه على البساط العلمي، لا مواقف شخصية، ولا تحيزات وقناعات مسبقة، ومن ثم لابد وأن يدرك أصحاب هذا المشروع، أن ما كتب وما قد يكتب مستقبلاً، إنما ينطلق من أرضية سواء مع كل من يريد الإصلاح والنهضة، لهذه الأمة، بما لا يدع مجالا للقطيعة الفكرية بل يفتح آفاقا رحبة للتواصل الجاد والمثمر والمناقشة العلمية، وحتى الوصول إلى نتائج وتقييمات موضوعية تفيد أمتنا، وهي في طريق البناء والتنمية. الوقفة الثالثة أن ممارسة النقد في حق المشروع العلماني، لا يعني أنه مطروحا بالكلية، من وجهة نظرنا، فديننا الحنيف يبسط القول في أكثر من موضع بحتمية العدل في القول والحكم، وعدم الانزلاق وراء الأهواء في التقييم والنظر إلى الآخرين، وهذا المنهج السديد، هو الذي يدعونا إلى القول والتأكيد على أن المشروع العلماني، رغم اختلافنا مع بعض مقوماته ومنطلقاته الفكرية، لديه من الخبرات والأفكار ما يجدر بالأمة، ورواد الإصلاح، على تباين طرقهم، الاستفادة منها. الوقفة الرابعة أن الحال الذي وصلت إليه امتنا، يدعو أصحاب جميع المشروعات التغييرية، وفي مقدمتهم رواد المشروع العلماني، إلى النظر مجدداً في تجاربهم، وكذا أصحاب المشروع الإسلامي، وأن تكون ثمة حوارات بين الجانبين، على قاعدة الحوار لا الصراع، من أجل تغيير النظرة الأحادية الجامدة التي وضعت جبلا من جليد بين الجانبين، منعهما من التلاقي والتفاهم والخروج برؤى مشتركة قد تكون في صالح الأمة. ونحسب أننا بهذه الكلمات نكون قد انتهينا من تقييمنا وتوصياتنا لرواد المشروع العلماني، التي نرجو أن يتم قبولها قبولاً حسناً، وتتنزل في موضعها الصحيح، في قلوب وعقول رواد هذا المشروع.اضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook