الخميس، 18 رمضان 1445 ، 28 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

‎لبيك لا شريك لك 

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
هذه الأيام أَيَّام مشهودة، لها صورة خَاصَّة متميزة، ولها إيقاع روحي خاص، أَيَّام الحج المباركة التي تفتح للمسلمين أبواب الخير على مصاريعها مُنْذُ أن يهل هـلال هذا الشهر المبارك شهر ذي الحجة بعشره المباركات التي يعظم فضلها عند الله عَزَّ وَجَلَّ حتى تكون الأَعْمَال فيها أفضل من غيرها، فَضْلاً يجعل الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يقول: (ما من أَيَّام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام) يعني عشر ذي الحجة، قَالُوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: (ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء). وهنا كما نرى في الأسلوب النَبَوِيّ نفي وإثبات؛ نفي لوجود أَيَّام من الزمان يكون العمل فيها الصالح أفضل من أَيَّام عشر ذي الحجة الأُوَل، وإثبات لفضل هذه الأيام وفضل العمل الصالح فيها على غيرها إثباتاً عَامّاً لم يستثنِ منه الرسول صَلَّى الَّلهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا عملاً واحداً نَصَّ عليه الحديث ألا وهو الجهاد في سبيل الله بالنفس والمال وبذلهما لله بنية صادقة وعزم أكيد. مواسم خير بعد مواسم تتوالى علينا نحن الذين منَّ الله علينا بالإسلام، وهدانا إلى شرائعه وأحكامه وفضائله، مواسم تفتح لنا أبوابها، وتذلل لنا ركابها، وتنادينا بلسان ساعاتها وأيامها إلى منابع الخير لننهل منها. إن عظمة ديننا الحنيف تتمثل في أن أبواب الخير والأجر فيه مفتوحة للجميع - ممدودة الجسور للجميع، فالذين كتب الله لهم الحج ينهلون - مع صلاح النية - من مناهل هذه العبادة العظيمة خيراً عميماً، وأجراً وفيراً، فهم من خير إلى خير، ومن أجر إلى أجر، بين إحرام وتلبية وتكبير، وطواف وسعي، ومبيت ووقوف وإفاضة، وهدي يتقربون به إلى الله، ورمي للجمرات، وذكر وتسبيح، وتعاون وتكاتف، واحتمال لتعب الحج وعنائه طاعة لله تعالى وامتثالاً لأمره، والذين لم يكتب لهم الحج ينهلون أَيْضَاً من مناهل العبادة صوماً وصلاة وذكراً وتكبيراً في عشر ذي الحجة، ويفوزون بصوم يوم عرفة الذي يكفر الله به عن عباده الصائمين ذنوب عام مضى وعام قادم، كما يفوزون بالصدقة وتفطير الصائمين الذين يصومون رغبة في زيادة الأجر ونمائه، وبصلة الأرحام، وبالأضاحي، وهكذا تظل مجالات العمل الصالح مفتوحة الأبواب، مشرعة النوافذ، فسيحة الزمان والمكان، لا تزمت بها ولا كهنوت، ولا مبالغة ولا تنطع. لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك. أصوات ترتفع في رحاب المشاعر الطاهرة، وجنبات المسجد الحرام، تنطلق من حناجر الذين تحملوا مشاق السفر والرحيل إلى بيت الله الحرام استجابة لنداء الحج الأكبر، وأداءً لركن من أركان دينهم الحنيف. الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.. الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله.. تكبير يتعالى في يوم العيد الأكبر من تلك الحناجر التي كانت تلهج بالتلبية، تكبر الله سبحانه وتعالى، وتعظمه، وتكتفي برعايته وحفظه عن كل ما عداه، وفي هذا من الاستسلام لله ما ليس له نظير إلا عند من يؤمن بالله السميع البصير. اللهم يسر أمور الحجيج، واجز كل من أَسْهم في خدمتهم كل خير. ‎هنا أمنٌ يبدِّد كلَّ خوفٍ ‎ويرسم أفق دائرة السلاماضافة اعلان
كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook