الجمعة، 10 شوال 1445 ، 19 أبريل 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

هل نساؤنا وبناتنا سمينات؟!

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook
   

 هل نساؤنا وبناتنا سمينات؟! هل من يتهمهن بذلك يرجع لمصادر علمية معتمدة؟ وهل سمنة الجنس اللطيف في مجتمعنا بالفعل تعد من أكثر معدلات السمنة في العالم؟!

اضافة اعلان

يذكر موقع (World Obesity Federation) إحصائيات عن السمنة في العالم؛ وَهُوَ يمثل مؤسسة تشارك فيها 50 جهة متخصصة في علوم الصحة والسمنة حول العالم. وقد قمت بمراجعة آخر إحصائيات السمنة المنشورة في ذلك الموقع لثلاث دول: السعودية، أمريكا، البرازيل للمقارنة بينها، بالتركيز على فئتي البالغين واليافعين من الذكور والإناث.

فبالنسبة للإناث، بلغت نسبة السمنة لدى النساء الأمريكيات (40، 4%)، ولدى البرازيليات (16، 9%)، وبالنسبة للسعوديات فقد كانت (%33، 5). أما نسبة السمنة لدى الفتيات فقد بلغت لدى الأمريكيات (29، 5%)، ولدى البرازيليات (34، 6%)، أما الفتيات السعوديات فكانت نسبة السمنة لديهن (28، 4%). وبالنسبة للذكور، قد بلغت نسبة السمنة لدى الرجال الأمريكيين (35%)، ولدى البرازيليين (12، 5%)، وكانت عند الرجال السعوديين (24، 1%). وقد بلغت نسبة السمنة لدى الفتيان الشباب الأمريكيين (29، 7%)، ولدى البرازيليين (26، 7%)، أما الشباب السعوديون فكانت نسبة السمنة لديهم (24، 8%).

ومن النظر في الإحصائيات السابقة، نجد أن معدلات السمنة في أمريكا أعلى منها في السعودية عند الفئات الأربع: (الرجال، والنساء، الفتيان، والفتيات)، رغم توفر فرص ممارسة الرياضة وارتفاع الوعي بأهميتها تعليمياً وتثقيفياً. بل إن السمنة لدى الفتيات السعوديات أقل من قريناتهن الأمريكيات والبرازيليات، رغم ما يذكر من قلة فرص ممارستهن للرياضة! والحال نفسه ينطبق على الفتيان السعوديين! هنا يرد تساؤل، ما الذي جعل فئة الشباب السعوديين (إناثاً وذكوراً) أقل سمنة من دولة اشتهرت بالرياضة مثل البرازيل، ودولة تشجع على ممارسة الرياضة وتهيئ لها الأماكن المناسبة، داخلياً وخارجياً، مثل أمريكا؟!

لهذه الإحصائيات دلالات عديدة، فالمقارنة هذه تتم بين فئات من المجتمع السعودي مع مثيلاتها من مجتمعات توصف بأنها متحررة، لا توجد عليها إلا قيود قليلة في ممارسة الرياضة بأنواعها. ففي أمريكا مثلاً، يمكن للجميع ممارسة رياضة الجري في الحي السكني المهيأ بأرصفة مناسبة وآمنة، كما تتوافر مراكز رياضية في معظم المجمعات السكنية (كثير منها بلا رسوم بالنسبة لسكان تلك المجمعات) لممارسة رياضات، مثل: كرة السلة، والتنس الأرضي، وكرة الطائرة، بل وأَيْضَاً ممارسة رياضات مسلية، مثل السباحة، حيث يوجد غَالِبَاً حوض سباحة في كل مجمع سكني.

أول تلك الدلالات أن السمنة عُمُومَاً وفي العالم كله لا ترتبط بسبب واحد، بل تتعلق بنمط المعيشة، مثل مستوى النشاط الحركي، ونوعية الأغذية، والوعي الصحي! وللتعامل مع انتشار السمنة في أَي مجتمع - بما في ذلك مجتمعنا - يجب النظر بشكل شامل لتشجيع أَفْرَاد المجتمع على ممارسة نمط حياة صحي، يشمل التغذية الصحية، والتوعية بأهميتها، وطرق تحقيقها بأساليب عملية وفي متناول الجميع. ومنها أَيْضَاً توفير أماكن آمنة في الأحياء السكنية لممارسة رياضة المشي، حيث يشتكي كثيرون من أن الشوارع غير مهيأة أَبَدَاً للمشي، ولا حتى للوصول إلى المساجد، فَضْلاً عن ممارسة رياضة المشي فيها.

ومن الدلالات المُهِمَّة لتلك الإحصائيات أن التوافر المادي للخدمات المساندة لممارسة الرياضة والنشاط البدني لا تؤدي بالضرورة إلى الاستفادة منها؛ إِذْ إِنَّه من المهم أن يرتفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية النشاط البدني، ومعرفة أثره على صحة الأَفْرَاد بِحَسَبِ فئاتهم العمرية، إِضَافَةً إلى توفير خدمات مساندة لأَفْرَاد المجتمع حتى يتشجعوا للاستفادة منها، ومن ذلك رفع مستوى الأمن والسلامة في أماكن ممارسة الرياضة، مثل الحماية من السيارات، وإبعاد الدراجات النارية وحتى الهوائية عن ممرات المشاة. مع ضرورة وجود أمني يضمن سلامة النساء والأطفال من المتحرشين والمتطفلين، إِضَافَةً إلى توفير إضاءة كافية، وكاميرات مراقبة تغطي جميع الممرات.

د. محمد بن عبدالعزيز الشريم

@mshraim

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook