الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أديسون الغبي

أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

هل سمعتم قصة أديسون الغبي؟! هذه من القصص الشهيرة التي يتداولها الناس، وكيف تصرفت أُمّ أديسون معه حين طُرد من المدرسة! تقول القصة: عندما عاد الطفل أديسون إلى المنزل قال لأمه: هذه رسالة من إدارة المدرسة. قاومت الأم دموعها وهي تقرأ الرسالة لطفلها بصوت عالٍ: "ابنك عبقري والمدرسة صغيرة عليه وعلى قدراته، عليك أن تعلميه في المنزل" مرت السنوات وتوفيت والدة أديسون والذي تحول إلى أكبر مخترع في تاريخ البشرية. وفي أحد الأيام وهو يقوم بالبحث في خزانة أمه عثر على رسالة كان نصها: "ابنك غبي جداً، فمن صباح غد لن نُدخله المدرسة" بكى أديسون كثيراً وبعدها كتب في دفتر مذكراته: "أديسون كان طفلاً غبياً ولكن بفضل والدته الرائعة تحول لعبقري" بغض النظر عن ثبوت هذه القصة، والشكوك الكبيرة في صدق نسبتها إلى أم أديسون، إلا أنها تمثل رؤية تربوية ربما تستدعي التوقف عندها ليتأملها معاشر المربين، آباء وأمهات، معلمون ومعلمات! النقطة الأولى التي ينطلق منها الطفل في حياته هي أن نظرته للعالم حوله تنبع من نظرته لنفسه، ونظرته لنفسه تُبنى مبكراً من خلال مشاعر الآخرين تجاهه، وخاصة القريبين منه. وغالباً ما ينجح الطفل في سنوات عمره الأولى بسبب نظرته الإيجابية لنفسه. أما الطفل الذي تكون نظرته لنفسه سلبية أو متدنية، فإن أداءه الدراسي وربما سلوكه الاجتماعي يكون متدنياً أو سلبياً. حينما تنظر لطفلك بإيجابية وتُشعِره بأنك تثق فيه، ثم تقدر شخصيته وتلبي احتياجاته؛ فإنك في الواقع تقدم له وصفةً مبسطة للنجاح، ولاسيما إذا كنت ممن يمارسون هذا الأمر بطريقة واعية ومتوازنة، بحيث لا تطغى فيها جوانب الشفقة على الحزم، ولا يصل الأسلوب إلى مستوى عالٍ من الشدة على حساب المحبة وإظهارها والتعبير عنها. كثيرون ممن نجحوا وتميزوا وهم كبار كانت الرسائل الإيجابية، الواثقة فيهم وفي قدراتهم، تصلهم من والديهم، أو ربما من أحدهما، أو من شخص قريب، مثل معلم أو أحد الأقارب. نجح المربي في غرس القناعة الراسخة في نفس الطفل بأنه قادر على الإنجاز والتميز، وأنه ليس أقل من أقرانه، بل ربما رسموا له طريقاً مقترحاً للنجاح والتفوق، وبالفعل سار الطفل بثقة عالية على هذا الطريق؛ فصار ناجحاً متميزاً. من المهم أن نستحضر أثر مثل هذا الموقف مع أبنائنا حتى الكبار في مرحلة الجامعة، وأن نشعرهم بأننا واثقين من أنهم قادرون على الإنجاز والتميز. عندها سنرى فيهم راحة وسكينة، وتحسناً في الأداء، وربما تفوقاً بسبب كلمات مشجعة ومحفزة! مع ضرورة الحذر من استخدام العبارات أو التعابير المحبطة لهم، أو التي توحي لهم بأننا لا نتوقع منهم إلا مجرد النجاح وعسى! لأنهم أقل مستوى من غيرهم ممن تفوقوا! يقول كثيرون، ما زالت كلمات والديّ الواثقة بي تَرن في أذني، فعملت بجد لأحقق لهما توقعاتهما، ولأبين أن ثقتهما بي لم تضع سدى. آخرون قالوا إن المعلم الفلاني لن ننسى فضله ما حيينا، فهو الذي وجهنا وشجعنا بعبارات بسيطة، ولكنها صادقة، زرعت في أنفسنا الثقة التي فقدناها على أيدي معلمين آخرين! إذا كانت الكلمة الطيبة صدقة، فإن أبناءكم بأمس الحاجة إليها في هذه الأيام، وهم أحق بكلماتكم الطيبة من غيرهم.

اضافة اعلان

د. محمد بن عبد العزيز الشريم @mshraim

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook