الجمعة، 19 رمضان 1445 ، 29 مارس 2024

أعلن معنا

اتصل بنا

أمير القصيم: إطلاق مركز تعزيز الانتماء الوطني بالمنطقة.. قريباً (صور)

2017-02-27-PHOTO-00004198
أ أ
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook

تواصل - راضي الزويد:

كشف صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، عن إطلاق المركز السعودي لتعزيز الانتماء الوطني بمنطقة القصيم، ليكون مسانداً لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني.

اضافة اعلان

جاء ذلك خلال تدشينه، مساء أمس الأحد، فعاليات أسبوع "تلاحم" الذي يقيمه مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في منطقة القصيم، ويستمر حتى الثاني من جمادى الآخرة متضمناً مجموعة من الفعاليات والجلسات الحوارية والبرامج والمحاضرات والدورات التدريبية وورش العمل والمعارض الفنية، حيث اطلع على المعرض المصاحب، وشهد توقيع الاتفاقية بين مجلس شباب القصيم ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، واطلع على القافلة وكرم الداعمين والمشاركين.

وأكد سمو أمير منطقة القصيم، أنه لا أمن ولا رغد عيش في مجتمع لا ينعم بسلام اجتماعي، لافتاً إلى أن مما يؤثر سلباً في المجتمعات ويهدم أركانها وبنيانها من قواعده، أن يتمايز الناس بغير التقوى والفضائل، وذلك مما نبذه ديننا الحنيف الذي نشأ في بيئة جاهلية، كان بها فقدان للتوازن القيمي، لما فيها من سلبيات أفقدت المجتمع توازنه، لقيامها على التمييز والتصنيف دون مرجعيات تحترم إنسانية الإنسان، ولعل أسوأ ذلك التعصب القبلي الذي يرهق الطاقة المجتمعية في صراعات معنوية ونفسية وعقلية، والذي استنكره رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.

وأضاف سموه قائلاً: "إننا بعد أن أعزنا الله بنعمة الإسلام وأخلاقه وفضائله، ينبغي أن نشكر تلك النعمة بالحفاظ على ذلك الجمال الإنساني، بأن نجعل قيم ديننا ومبادئه عنواناً عريضاً لماهيتنا الإنسانية التي لا ترتقي أو تكرم إلا بهذا الدين الذي ينبذ التعصب القبلي وكافة أشكال العصبية والتعصب بما فيها التعصب المذهبي، ولم يضر المسلمين أمر عبر تاريخهم أكثر سوءاً من التعصب والتمايز الاجتماعي والمذهبي".

وأكد سمو أمير القصيم أن تصنيف المجتمعات المسلمة والمسلمين إلى جماعات وأحزاب أمر خطير للغاية وينذر بتقسيم مجتمعنا، وتمتد الخطورة إلى الأمن الوطني ووحدة الصف، فيما نجده من بروز إرهابيين ومتطرفين، والعصبية القبلية والعنصرية الأسرية أو المناطقية، وجميعها من ضروب الجاهلية.

وأكد الدكتور فيصل بن مشعل أن العصبية الضيقة في النسب أو الأصل لا تغني الإنسان شيئاً في الميزان الإنساني والديني، وأن من يتمسك بما عليه من شرف الأصل والمكانة إنما هو في جاهلية من فكره وحاله، ولا يمكن أن نتعارض مع قيم ديننا بهذا العنت الذي يقودنا إلى التناقض، وكأننا نرى بعض مسائل الدين لا تعنينا أو غير جديرة بالاهتمام، وأن الدين القيم رسالة سلام وأمن وتسامح ومساواة وعدل بين جميع البشر وأجدر بتباعه، فالله يرفع به وليس بما نضعه من أعراف وقواعد أنكرها منذ الجاهلية.

وأشار سمو أمير القصيم إلى أننا أمام متغيرات عالمية على مستويات شتى، وتبقى بلادنا بتوفيق الله راسخة أمام جميع هذه التحديات والتهديدات التي تواجهها، تمثل أروع الأمثلة في علاقة الحاكم بالمحكوم والراعي بالرعية في قوة التلاحم وصدق الولاء وحسن التواصل، بفضل تمسكها بعقيدتها وتحكيمها لشرع الله ومن ثم حسن القيادة وجوهر أخلاقها، مبيناً أن ما تعيشه البلاد اليوم من تلاحم بين القيادة والشعب استطاع أن يقدم وقيادته بتكاتفهما منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ نموذجاً فريداً في بناء دولة التوحيد والبناء والتنمية.

وبين سمو أمير القصيم، أن قضية الإرهاب في عصرنا الحالي من أهم القضايا التي تهم جميع الدول وكافة المجتمعات لخطورتها على أمن الدول وزعزعة استقرارها، وإن جرائم الإرهاب الوحشية من إفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل المحرم شرعاً تشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه.

وشدد على أنه ينبغي محاربة هذه الآفة بكافة الوسائل والتعاضد في القضاء عليها، لافتاً سموه إلى أن هناك مهددات حقيقية للأمن وللوحدة الوطنية لا تقل خطراً عن الإرهاب فهي تعمل على تصدع المجتمع وتفككه وتشغل كيان الدولة عن الاهتمام بتنمية الوطن والمواطن وبناء مؤسساتها الحديثة، وهذه المهددات تكمن في الشعارات الداعية إلى العنصرية المناطقية والنعرات القبلية والعائلية والتحزبات الدينية والمذهبية والتفاخر بالأنساب والأحساب.

وأكد سمو الأمير فيصل بن مشعل أن اللحمة الوطنية هي الوقاية والأساس في استقرار الدول ونمائها، وهي التي يقوم عليها البناء الوطني السليم، وتشكل هدف التنمية السياسية وغايتها الأولى، وأن أي مساس بها من شأنه تقويض السلم الوطني يؤدي إلى تراجع عملية التنمية المجتمعية والحضارية، كما أن زعزعتها تؤدي إلى الاضطرابات الأمنية والسياسية والثقافية والاجتماعية، وتمنى سموه أن يكون شعارنا لا مذهبية ولا عنصرية ولا قبلية، بل هوية إسلامية سعودية تحت راية لا إله إلا الله محمداً رسول الله.

وألقى فيصل بن معمر الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني كلمة أوضح خلالها أن برنامج تلاحم الذي تشهده منطقة القصيم يهدف عبر برامجه المتنوعة إلى عزيز وتنسيق الجهود الفكرية بما يعزز لحمتنا الوطنية ويساند الجهود الأمنية والفكرية ويحمي مجتمعنا من الأفكار والنزاعات المتطرفة والإشاعات الكاذبة والعمل على تحقيق القيم الفكرية والاجتماعية التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 التي تؤكد على تعزيز قيم الوسطية والتسامح.

من جهته أكد عضو هيئة كبار العلماء ورئيس مجلس أمناء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، على دور العلماء والدعاة في تعزيز التلاحم الوطني، خلال محاضرة أدارها الدكتور حسن بن فهد الهويمل عضو مجلس أمناء المركز، تناول فيها جوانب التلاحم الوطني، وصوره في المجتمع، والثوابت الدينية والشرعية التي يستند عليها، وضرورة التمسك بالوحدة الوطنية، والتعاون على البر والتقوى، وما جاء به الإسلام من تعضيد للتكافل والتعايش والتضامن.

كما تحدث المطلق عن دور العلماء والدعاة في مواجهة أشكال التطرف والتعصب، ودورهم في بيان المشكلات التي تواجه المسلمين اليوم، ودورهم في تعزيز التمسك بالثوابت والوحدة الوطنية خاصةً في عصر يشهد من التقلبات والتحديات ما يدعو إلى مواجهتها والوقوف أمامها بصلابة، داعياً أساتذة الجامعات والمعلمين والقضاة وطلبة العلم والدعاة وخطباء المساجد وأرباب الأسر أن يعززوا من قيمة التلاحم، وإقفال المنافذ التي يترصد من خلال أعداء الأمة للوصول إلى شبابنا، وأن يجدوا في الوقاية، والسعي في تجفيف منابع الفكر المتطرف.

كلمات البحث
addtoany link whatsapp telegram twitter facebook